المنسيه (5-250)


حضرة المحترم (5-50)
قبل شروق الشمس جهزت حاجة العازة ساندويتشات أولادها الطلاب. وضعت الداندرمة في حفاظتين ووضعت الحفاظتين داخل القفة حتى يسهل حملهما معا وحملت القفة بيمناها . وفي رأسها ركزت الصينية الممتلئة بالفول المدمس والطعمية وبيسراها ضمت البنبر وتربيزة الحديد معا وغادرت منزلها إلى ورديتها الأولى أمام مدرسة الأولاد.
مرت بدكان الطريفي الذي فتح الدكان لتوه.
الطريفي: كيف اصبحتي يا حاجة العازة.
العازة: طيبين يطيب مقامك.
الطريفي: وداعة العبيط قالوا مختفى يومين. يكون مشى الجبل. ناس قالوا رجع ثاني يمشي الجبل بعد نص الليل. شايل مخلاية. لليلة مافي زول قدر يعرف مخلايتو دي فيها شنو.
(فجأة ظهر جيلاني قنصة من خلف حاجة العازة وحاول يخلع حاجة العازة إلا أنها انتهرته).
العازة: شكيت محنك يا قنصة .
مالك على من الصباح. تعال شيل معاي القفة دي وصلني المدرسة وارجع لي غرضك.
العازة للطريفي: الطريفي جهز لي حاجات بكرة برجع ليك بعدين. 
ثم غادرا.
جيلاني قنصة شاب أربعيني . لا يعمل عمل ثابت. يتنقل بين النقاشة والبنيان والسباكة.
أطلق شباب القرية عليه اسم (قنصة) لأنه يقنص لبنات الثانوي في اللفة القبل دكان الطريفي. ما عندو حاجة غير يصفر ويغمز للبنات. بنات القرية ذاتهم عارفينو زول لسان بس.
لكن الطريفي المدغمس وبعد ظهور علامات بحبحة على جيلاني قنصة تمثلت في شراء موتر سوزوكي قام قلب وراهو وعرف انو قنصة بوزع البنقو على أولاد الثانوي بالدين وبيحيب حبوب النجيمة لي بنات الثانوي بالدين برضو.
الطريفي حكى لحاجة العازة التي اقترحت إبلاغ استاذ آدم مدير الثانوية والطريفي اقترح يبلغوا حاج بابكر و حاج الفضل لأنهم ناس الحكومة.
العازة لا تعترف بالحكومة ولا تقتنع بثنائي اللجنة الشعبية (تكلم حاج بابكر لي قنصة. هو حاج بابكر ياهو الحسين . المتعوس وخايب الرجاء.مخير الله يا الطريفي). وأخيرا اتفقوا على تبليغ شاويش المركز الذي وعدهم بمتابعة تحركات قنصة. الطريفي أكد للشاويش ضرورة تفتيش مخلاية وداعة لما يرجع يمكن يكون فيها ممنوعات برضو. وداعة في الجبل ليهو يومين ياشاويش.
أميمة ملت من الجلوس في البيت. أخذت أذنا من حاج بابكر ومن استاذ آدم ان تقوم بتدريس النساء الإميات في المنسيه وتعلمهم فك الخط وأصول الكتابة والقراية. استاذ آدم اختار لها (تالتة الرازي) لأنه فصل كبير وتهويته كويسة.
أكثر من ثلاثة أرباع حريم المنسيه اميات. وبدأت أميمة بصبر وثبات تدريس الحريم و كعامل تشويق أدخلت حصص الطباخة والتنمية الريفية وعمل المعجنات والمخبوزات حتى لا تمل النساء من الدراسة. كانت فكرة رائعة هذه. وبدأت أميمة حملة توعيه للنساء بحقوقهن وواجباتهن. حملة كان لها أثر كبير في تشكيل مستقبل المنسيه.
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق