المنسيه (4-250)


تزوجت حاجة العازة أكثر من خمس زيجات. مرتان فقط كانت بطوعها واختيارها. أما باقي الزيجات فتمت غصبا بواسطة والدها حيث زوجها غصبا غير ذي مرة. والدها لم يكن واعيا بالقدر الكافي. لم تنجب من زيجاتها السابقة -ثلاثة من العسكر - ولا من سابقهم فكل أولادها الخمسة من صلب عبدالمجيد الإمام ود ختم مفتش الغيط. عبدالمجيد الإمام ود ختم كان والده انصاريا وكان والد حاجة العازة ختميا التقيا في (المنسيه) وتشاركا في أعمال تجارية فنشات بينهما صداقة انتهت بزواج عبدالمجيد والعازة. وفي هذا الجو الأنصاري الختمي نشأت حاجة العازة انصارية الهوى ختمية المنبت.
حاجة العازة لم تنجب من العسكر ازواجها السابقين . فقط أنجبت من مفتش الغيط الزراعي عبدالمجيد الإمام ود ختم . أنجبت منه اربعه أولاد وبنت.
اميمية الطبيبة الموقوفة من العمل هي البكر و بعدها أحمد في السنة النهائية في كلية الزراعة جامعة الخرطوم. ثم أبوبكر الذي توفي غرقا في الدفاع الشعبي تلاه الضي في المرحلة الثانوية وآخر العنقود قدورة في الصف الثاني الابتدائي.
حاجة العازة سودانية جميلة رغم أن السنين نثرت غبارها على قسمات ملامحها. قوامها فارع، خضرتها نديه طاعمة وديسها متهدل على جانبيها. خصرها ضامر رغم سنينها التي جاوزت الستين لهذا تجد نساء القرية يتسابقن لحجزها لتعليم العروس وتجهيزها لطقس (رقيص العروس) الذي يسبق الجرتق فهي تتني و تزغرد وتتمايل و تهز الشبال كما وصفها كابلي في رائعته (كيف يهون).
الشلوخ عكست بعدا جماليا على وجهها المتألق بشرا. تحكي هي في لحظة تجلى وسط (قهوة الجمعة) و (خت الودع) وتقول (حبوبة امونة غشتنا قالت لينا ماشين ضيوف حلة فوق. اها أنا وحاجة نفيسة الله يرحمها وبت المني بت مساعد التلاتة مشينا معاها. وفجأة دخلت الطهارة علينا).
تكشكش الودع وتجدع رمية (تالت اخوانو ده محمدك يا السارة) ثم تضيف ضاحكة ( بعد شفنا الطهارة دخلنا تحت العناقريب الليلة سجمنا يا يمه) تضحك (الطهارة جابت الامواس وهاك يا فصيد في جضومنا بعد انتهت من الفصيد جابت بعر الغنم وحشت الجروح ديك حشى بي بعر الغنم.).
كشكشت الودع و كشحت رمية جديدة (سفرك طويل يا بت العمدة معاكى اثنين واحد فيهم الوحيد والثاني تاني اخوانو) ثم تواصل حكايتها (الوش ده ورم قدر الجردل. أسبوع كامل ما أكلنا حاجة. نشرب مويه إلا بي قدوم الكفتيرة. وبعد الجرح برا جينا لي دق الشلوفة . أكثر من 40 إبرة وشك شك شك شك في الشلوفة التحتانية لمن رأسي لف).
دخلت الجاز بت سعد سلمت عليهن قائلة (لاقاني حاج بابكر في اللفة نعلو الله الممسوخ أكان بريدو الحس المكوة).
حاجة التاية :(اعملي حسابك منو . يومداك عوضية بت حاج بدر عايزة تطلع شهادة سكن لي ولدها ماشي يدخل الديش . حاج بابكر قال ليها تعالى بعد العشاء. قالت بعد ختم ليها الشهادة عصر يدها شديد. بدور يقول كلام اظنو. والله لو راجلها سمع إلا يعلقو فوق باب اللجنة شوفن جنس المسخرة دي يا اخواتي).
العازة :(اجي يا بنات امي. سجمنا رسمي وشعبي).
حاجة بخيتة : (أنتن ما شفتنو يوم اجتماع الزكاة .لما جات الرهيف داخلة . الرهيف عاد هي ما سمحة وجسمها سمح..(وقفت تحاكي مشيتها) الرهيف جات داخلة اها ... اها .. اها (تحاكي مشية الرهيف) وزينة بس فوق البحر و لما بقت قدام حاج بابكر سلمت عليهو . الراجل يرجف زي القصبة لما الورق اتشتت من يدو.) تضحك مضيفة (عليكن النبي شوفو الراجل الغبيان ده هسي شن جابو للرهيف والله يلديها في آخر بطانتو).
العازة: (جنى وجن الراجل العينو طايرة. حاج بابكر ده من زمان يقلب في عويناتو زي الحدية. ما شاف استاذ آدم ناظر المدرسة والله لما يجي داخل المدرسة ونحن البياعات ديل قاعدات بره والله عينو ما يرفعه من الأرض التقول بت بس. ولا ادروب ناظر المحطة لما يجي زمان دكان الطريفي . مش البرندة كبيرة. والله يقيف بره لمن اشترى واطلع حتى يجي داخل).
نواصل
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق