ارتجال


ذهب بعض اساتذة الاعلام الي ان البرنامج التلفزيوني عبارة عن (خدعة) للمشاهد. و(حدعة) هذه لا تعني (غش) بالتأكيد. و انما القصد منها ان هناك اتفاقاً ما يجري بين مخرج ومعد ومذيع وضيف توضع علي اثر هذا الاتفاق عدة محاور قد يرفض الضيف بعضها وقد يقبلها كلها. وتظهر الحلقة للمشاهد عفوية تلقائية وكأن الرباعي هذا لم يلتق الا اللحظة والحين.
اذن الاعداد اهم عناصر انجاح اي عمل فني والاعداد المحكم يظهر جماليات العمل الفني. ويقول الاخوة في شمال الوادي (الورق الجيد يصنع النجوم). الاعداد، الفئة المستهدفة، الفكرة وشمولها و امتلاكها حيثيات الثبوت عوامل اخري مهمة جداً لانجاح اي عمل فني.
ومن باب الاعداد و نظرية (الخدعة) يتضح لنا ان النظرية السودانية التي تقول ان المذيع الذي يرتجل هو (مذيع شاطر) وذهب الناس ابعد من ذلك بأن ربطوا (الارتجال) ب(الورقة امام المذيع) هي نظرية خطأ. اذ من الممكن ان يتحدث مذيع حلقة كاملة بدون ورقة لكن الحلقة تكون معدة اعداد جيد ويكون امامه محاور اربعة او خمسة قادر علي ربطها ورفد الاسئلة من اجابات الضيف. فالارتجال لا علاقة له بالورقة. والارتجال (مذموم) في الاعلام لان الارتجال يزيد من نسب مخاطر الاخطاء.
اما المذيع السوداني المغلوب علي امره فهو دائماً متهم بانه جامد و سطحي وهي اتهامات غير سليمة لان المذيع الذي يظهر في الشاشة هو واحد من طاقم عمل كبير جداً. و الاكثر ارتباطاً بالمذيع هم المخرج و المعد والمصور وهم شركاء في النجاح والفشل. لكن كل الدول العربية والعالم الثالث عموماً تفرد مساحات اعجابها لمن يظهر في الشاشة فقط وتهمل بقية طواقم العمل فالناس تعرف يحيي الفخراني في (عباس الابيض في اليوم الاسود) ولا تعرف شيء عن يوسف معاطي (كاتب المسلسل) ولا نادر جلال (مخرج هذا العمل الفني التحفة). والناس تعرف محمود عبدالعزيز في (رافت الهجان) ولا تعرف صالح مرسي (كاتب المسلسل ) ولا يحيي العلمي (مخرج العمل).
المشاهد الذي يقيم المذيع السوداني ينسي ان المذيع يأتمر بأمر المخرج ويقرأ من محاور المعد فهي ثلاثية اي خلل في احداها يجعل المذيع في (وش المدفع).
ضعف (الاعداد) و ضعف (الاخراج) ينتج لنا مذيعاً اداؤه ضعيف نسبياً فالعمل الفني عبارة عن حلقة متكاملة.
نعود لاغاني واغاني (جماهيرية) تحت (المجهر) بعد هذه المقدمة التي اردت بها الربط فقط.
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق