(المد الايراني) و (الشياطين ال13)




(المد الايراني) و (الشياطين ال13)
استطاع كاتب سلسلة مغامرات (الشياطين ال13) - الكاتب محمود سالم - استطاع ان يخلق وحدة عربية في اذهان القراء عبر فريق عربي موحد يخوض المغامرات ويحقق الانتصارات دغدغ به مشاعر جيل الثمانينيات بترسيخ مفاهيم الوحدة العربية . الفريق مكون من (شاب او شابة) من كل (دولة عربية) فكان عثمان (السودان)، احمد (مصر)، الهام (لبنان)، هدي (المغرب) و بوعمير من (الجزائر) وقد قدم محمود سالم اكثر من 250 رواية اسهمت في تشكيل وجدان جيل الثمانينيات عن وحدة العرب.
ثم جاء اوبريت (الحلم العربي) - الذي شاركت فيه الفنانة السودانية المتألقة سمية حسن – جاء ليجمع (فرقاء السياسة العربية) على (مسرح الفنون) الحالم (بعودة الصفاء العربي). جاء اوبريت الحلم العربي لينادي بوحدة عربية عبر فن (الاوبريت) بان (ده حلمنا .. طول عمرنا.. حضن يضمنا.. كلنا كلنا) تماماً كما فعل محمود سالم في سلسلة (الشياطين ال13).
وهنا يطل السؤال: هل لا يتفق العرب الا في خيال الادباء و الشعراء وفي مسارح الجنادرية والاوبرا وعلي صفحات الروايات البوليسية؟ ام ان المد الايراني الحالي سيفيق العرب من حالات الفرقة والشتات ويجعل اتحادهم فرض عين تسعي اليه كل دولة عربية.
العالم العربي يشهد عملية (اعادة صياغة) تتم بهدوء وبايدي خارجية تحرك ارجل داخلية وبقوة وتستغل (فارق المرجعيات) و (اتساع الهوة) بين الدول العربية.
للاسف، المشهد يسير باتجاهات ماساوية باكثر من المتوقع وبوتيرة متسارعة وبمباركة خارجية وبغفلة داخلية. العرب انفسهم اس المشكلة فبتشرزمهم يسهل اصطيادهم ووضعهم في القفص الواحد تلو الاخر.
ايران جمعت الشيعة من ثماني دول لتدحر – كما زعمت – تنظيم الدولة الاسلامية ايران فعلياً الان داخل اربعة دول عربية بعتادها و عسكرها وبمباركة امريكية و تغطية جوية عربية و هي تتلكأ في حسم الكثير من المعارك لتكسب الزمن لتضيف قطعة خامسة علي الاراضي الاربعة التي تمترست فيها.
ايران تلعب لعبة كبيرة و علي اعلي مستوياتها علي الرغم من ضبابية المعطيات ووقوف تيارين متصارعين للفوز بالسلطة داخل ايران. قاسم سليماني (الذراع الايمن للمرشد الايراني علي خامنئي - قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني والمسؤول المباشر عن حماية الثورة وتصديرها خارج ايران) و الذي يعتبر من اهم صناع القرار في السياسة الخارجية الايرانية لم يكن يظهر منه الا اسمه ولكن في الاونة الاخيرة ظهر للعلن في التخوم السورية عبر تصريحات مصحوبة بصور. الظهور الملفت والمصور لسليماني في حدود سوريا وهو يقود المعارك من علي الارض له ما له من دلالات و معاني و مضامين قد نعود اليها في مقال منفصل. فايران سليماني غير ايران روحاني وجواد ظريف مع تسريبات عن امساك الحرس الثوري بتلابيب الدولة الايرانية في المستقبل القريب.
تصريح مستشار الرئيس الايراني – وزير المخابرات السابق - اول امس الجمعة بان (الوجود الايراني في العراق يعتبر امتداد حضاري لايران وان بغداد عاصمة لايران وان ايران عادت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ) تصريح خطير جداً فالتصريح يؤكد ان ايران لم تدخل العراق ل(دحر تنظيم الدولة الاسلامية) وانما دخلت ل(السيطرة علي العراق) علي اعتبار ان بغداد جزء من الامبراطورية الايرانية. وعلي الرغم من ورود تصحيح خجول للتصريح الايراني المربك الا ان ان نوايا ايران كانت معروفة مسبقاً ولا تحتاج لهكذا تصريحات.
مخاوف عدة انطلقت معلقة علي الوجود الايراني الكثيف في العراق حيث حذر القائد العام السابق لقوات حلف الشمال الاطلسي (ناتو) حذر العراق عدة مرات بان (المد الايراني اخطر علي العراق من تنظيم الدولة الاسلامية) . ومن ناحيته أبدى قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق سابقا - دفيد بترايوس- ابدي خشيته من لجوء المليشيات الشيعية إلى تهجير السنة من مناطقهم بهدف تغيير التركيبة الديمغرافية في بعض المناطق ومنها محافظة ديالى شمالي بغداد. ولكن لاحياة لمن تنادي. فايران التي دخلت العراق بمباركة منها لن تخرج منها ولو بحد السيف.
وفي سوريا تقف ايران بقيادة قاسم سليماني للمحافظة علي بقاء نظام الاسد وهو ذات الهدف الذي ظلت تصرح به الولايات المتحدة وطيلة الاسبوعيين الماضيين حيث اكد جون برينان – مدير وكالة الاستخبارات الاميريكية – ان الولايات المتحدة الاميريكية لا تريد انهيار الحكومة السورية و المؤسسات التابعة لها لان من شأن ذلك اخلاء الساحة للجماعات الاسلامية المتطرفة – علي حد تعبيره -.
وفي اليمن استطاعت ايران التغلغل عبر دعمها لجماعة الحوثيين حتي استيلاء الجماعة علي صنعاء و امس السبت أعلنت جماعة الحوثيين رسمياً أنها توصّلت إلى تفاهم مع المسؤولين الإيرانيين لتزويد اليمن احتياجاته من النفط لمدة سنة، وتوسيع ميناء الحديدة على البحر الأحمر وتطويره، في مقابل فتح أبواب اليمن للشركات الإيرانية في مجالات الطاقة والكهرباء والنقل. وهذا يعني وجود ايران في اليمن في شتي مناحي الحياة.
وجود ايراني كثيف يسود المشهد العربي علي غير العادة وجود علي الارض وبمباركة اميريكية وتغطية جوية عربية في مشهد قد يكون الاول من نوعه علي صفحات التاريخ الحديث.
نعود الي الزعم الايراني (التدخل لدحر تنظيم الدولة الاسلامية) . فبعد القضاء علي تنظيم الدولة الاسلامية (الذي سيتم القضاء عليه ان اجلاً او عاجلاً فتحالف امريكي ايراني عربي قادر علي حسم تنظيم الدولة). سيطل سؤال : هل ستخرج ايران من الدول الاربعة بعد القضاء علي تنظيم الدولة الاسلامية. ام انها ستماطل و ستعمل علي استغلال الفرصة وبداية حرب ابادة ضد السنة لترسيخ المد الشيعي .اعتقد باطلالة سيناريوهين اثنين بعد القضاء علي تنظيم الدولة الاسلامية:
الاول: صراع بين السنة داخل كل دولة من الدول الاربعة والوجود الايراني الكثيف علي اراضيها.
الثاني: صراع بين الخليج والوجود الايراني في الدول الاربعة (حتي لا تنتقل اليها العدوي الشيعية) فالخليج يعرف جيداً ماذا يعني انتشار المد الشيعي ولا يحتاج لانعاش ذاكرته.
وسيعود العرب الي الائتلاف مع ذات الدول - التي يتم ضربها الان- وذلك لاخراج ايران منها وستظهر تنظيمات جديدة (علي غرار داعش) مع و ضد العرب.
وبحسابات الورقة و القلم مرة اخري فان ايران وحدها زعزعت الخليج واسرائيل لعقدين من الزمان. كيف سيكون حال الصراع وايران تشكل وجوداً عسكرياً مكثفاً داخل اربعة دول وترتكز علي مرتزقتها الذين استقطبتهم من ثماني دول.
ايران فهمت اللعبة مقدماً .العرب ستفهم اللعبة مؤخراً. نتيجة الصراع ستكون كارثية علي العرب بعد التغطية الامريكية علي ايران وضعف الخليج كحليف استراتيجي لامريكا في الشرق الاوسط بعد زعزعة استقرار الخليج بقرارات نفطية امريكية متوقعة.

شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق