البروفيسور
عميد كلية الزراعة بجامعة الخرطوم كان يناديه ب(حضرة المحترم) . ظل شهما
نبيلا كريما رغم فقره وحاجته. ظلت هامته مرفوعه و عطاوه يزداد يوما بعد
يوم. ظل يرأس رابطة طلاب أبناء المنسية بالجامعات والمعاهد العليا منذ
دخوله جامعة الخرطوم.
أحمد
عبدالمجيد الإمام ود ختم ظل عنوانا انيقا لسيرة والده عبدالمجيد مفتش
الغيط الراحل وظل وفيا لوالدته حاجة العازة التي لازالت تكابد شظف العيش
لتعول أولادها الخمسة بعد وفاة عبدالمجيد منذ نحو سبعة أعوام.
أحمد عبدالمجيد الأمام ود ختم هو الآن على أعتاب التخرج مهندسا زراعيا على غرار والده الراحل مفصول الصالح العام.
الأمام جده اسماه أحمد والإمام نفسه أسماه جده تيمنا بالإمام.
أحمد
شهد جزء من حياة رغد العيش آخر أيام والده في سرايا المفتش العام ورضع من
ثدي تلك الفترة مجموعة من القيم والأخلاق تربى عليها وتشرب بها .
أحمد
لم يكن يتحرج من عمل والدته (حاجة العازة) كبعض شباب القرية . بل كان
فخورا بها وهي تعمل على اعالة بقية إخوانه لا تسأل الناس اعطوها أو منعوها.
بل كان غير ذي مرة يحضر إلى (المنسيه) برفقة زملاء ديسك الدراسة ويقوموا
جميعا بزيارة العازة في بنبرها أمام مدرسة الأولاد ويجلس زملاء أحمد معها
جلسة صفاء ونقاء. جلسة يذكرونها على مر الأيام . ضحكات غابت ملامحها في
خرطوم الأسمنت المسلح تقدمها حاجة العازة من بنبرها المتهالك. أحمد شاب
متصالح مع نفسه لدرجة كبيرة. زملاء أحمد ظلوا يتحدثون عن طعامة يد حاجة
العازة في صناعة التقلية و القراصة و الفسيخ وجبة الجمعة عند أهل المنسية.
أحمد
ومنذ بداية سني دراسته الأولى يعمل حارسا ليليا في مؤسسة خاصة ليرفع عن
حاجة العازة مشقة الصرف عليه. بل كان يشارك حاجة العازة في كسوة الضي
وقدورة في الأعياد وفي توفير حاجات رمضان إضافة إلى توفير سكر الشهر ودفع
فاتورة الموية والكهرباء بصورة راتبة.
أحمد
وبعد عودته من الجامعة يأخذ قسطا من الراحة في الداخلية ويخرج عند العاشرة
مساء ليؤدي عمله كحارس ليلى. يحمل معه شيتات ودفاتر المحاضرات ليستذكر
دروسه هناك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق