التعليم
في السودان، الف قصة وقصة
من اكبر اخطاء الانقاذ العبث الذي ظلت تدير به شئون (التعليم العام) و (التعليم العالي) بقصد او بدون قصد. بقصد اعني (سبق الاصرار و الترصد في تخريج جيل مغيب) وبدون قصد اعني (عدم العرفة). في اوائل التسعينيات قامت الانقاذ باغلاق معاهد التربية في بخت الرضا وشندي وام درمان ومدني وكادوقلي وبقية المعاهد (بدون حجة) وقامت بتغيير السلم من (6-3-3) الى (8-3) مخالفة بذلك اعلانات المباديء الصادرة من الامم المتحدة التي تنص على (ان يقضي الطالب اثني عشر عاماً في التعليم العام - ايا كان نوع السلم المتبع في الدولة المعنية - ثم ينتقل للتعليم العالي) فاصبحت الشهادة الثانوية السودانية بلا قيمة . وسارعت الانقاذ الى الغاء قاعدة الانجليز الذين اسسوا لدخول التلميذ للصف الاول في السودان بعد السادسة (بناء على اسباب ثلاثة) فاقرت الانقاذ دخول التلاميذ للصف الاول دون السادسة ومع العام الضائع - بعد تقليص السلم التعليمي الى 11عاما- اصبح الطالب في (عهد الانقاذ) يدخل الجامعة ناقص (ثلاث سنوات) من الطالب (قبل الانقاذ) فاصبح الطالب يدخل الجامعة وهو في نهايات طور المراهقة الاول وبدايات طور المراهقة الثاني الطور الذي يتسم ب(عدم الاستقرار النفسي وعدم المقدرة على اتخاذ قرارات سليمة) فغابت متعة الطالب بما يدرس وغاب نضجه في ممارسة انشطته السياسية والثقافية والاجتماعية واصبحت تجد في بعض الجامعات (سك سك - وليدو - وفلة فلة). والطالب ليس ملام بالطبع لأنه وجد نفسه في هذا الوضع . ثم جاء ما يسمى ب(ثورة التعليم العالي) وهي في الحقيقة (ثورة التدمير العالي العالمي) فقامت الانقاذ بانشاء 52 جامعة وكلية في خمس سنوات بلا كادر مؤهل(الا القليل) ولا مكتبات ولا معامل ولا مقار حتي والنتيجة (خريج بمقدرات ضعيفة وخلفيات اكاديمية اضعف). لم اسمع - علي مر التاريخ - بان قامت دولة من دول العالم (الاول او الثاني او الثالث) بانشاء 52 جامعة في خمس سنوات الا في (التجربة السودانية الفريدة). في عهد الانقاذ و عندما يحرز طالب الثانوي 95% في امتحان الشهادة الثانوية يهلل الجميع وفي ذلك فرحة كبرى بلا شك. و لكن السؤال المهم (ماهو مستوى الامتحان الذي احرز عبره الطالب او الطالبة هذه النسبة ؟). نسبة 95% الان تعادل تقريباً نسبة 60% في امتحان الشهادة الثانوية اوائل ثمانينيات القرن الماضي واقل من 50% لامتحان الشهادة اواسط السبعينيات. وليس في ذلك بالتأكيد تقليل من مجهود او نسب اخواني واخواتي الطلاب والطالبات اذ لا ذنب لهم في هذا الامر – كما ساوضح لاحقاً- ولكن القضية يجب طرقها بشفافية.
ما السبب في ذلك ؟ السبب (ان ادارة التعليم في بلادي قلبت المعادلة فبدلاً من ان يرتفع الامتحان بمستوى التلميذ نزل الامتحان الى مستوى التلميذ المتدني) السؤال : لماذا؟؟ الاجابة: ( حتى لا يقال ان تجربة الانقاذ التعليمية فشلت).
ماهو الدليل على ذلك ؟ الدليل هو (ان امتحان الشهادتين الاساسية والثانوية اصبح كالاتي اجب بنعم او لا – رتب ا مع ب – استخرج الكلمة الشاذة – ارسم دائرة حول حرف الاجابة الصحيحة اللخ). ودونكم ارشيف امتحانات الثمانينيات وامتحانات العقد الاخير فهي موجودة وموثقة. ويمكن لاي منكم عقد المقارنة بسهولة ويسر .
ثم تأتي الطامة الكبرى بعد دخول الطالب للجامعة ليجد ثورة التعليم العالي (اكثر من 52 جامعة بلا مكتبات ولا معامل ولا كادر مؤهل الا القليل) لتصبح الجامعة (تضيق افق الطالب) بدلاً عن دورها المعروف والمناط بها في (توسيع افق الطالب). كيف يحدث هذا ؟ الاصل في التدريس الجامعي انه يقوم على البحث. يقوم المحاضر بكتابة قائمة مراجع للمادة بعد كل محاضرة ليقوم الطلاب بالرجوع الى المكتبة للتوسع في المحاضرة عبر المراجع التي ذكرها المحاضر وبالتالي تزداد الحصيلة المعرفية للطلاب بكثرة التردد على المكتبة لانجاز المطلوبات وبهذا يصبح الطالب (رفيق المكتبة) وليس (رفيق ماكينات تصوير الشيتات). وما الذي يحدث الان؟ الذي يحدث الان ونسبة لعدم توفر المكتبات والمراجع يقوم (بعض المحاضرين) بتجميع كل المادة في مذكرة ذات اربعين صفحة وتوزيعها للطلاب ليقوم الطلاب بمراجعتها قبل الامتحان بيوم ويحرزوا تقدير ممتاز اوجيد جداً.
وماهي النتيجة النهائية ؟ النتيجة النهائية ان الطالب يتخرج من الجامعة بمقدرات ضعيفة جدا جدا لذا نجد الشكوي من تدني عام في كل مستويات الخريجين في السودان وضعف المردود الناتج من ضعف الخلفيات الاكاديمية والمقدرات الفردية والمحصلة النهائية تدني مريع في شتى مجالات المعرفة مقارنة مع دول الجوار ومحيطنا الاقليمي لنجد - في اخر تصنيف للجامعات - تفوق جامعات الصومال ويوغندا على الجامعات السودانية .
ان التغيير (بناء) و ليس (بريستيدج) كما يتوهم البعض ومن يريد ان يقود تغييراً يفيد البلد عليه ان يبدأ بدعوة لتغيير نظام التعليم القائم في السودان عبر ثلاثية (المعلم – المنهج –السلم) وضع عينك على اطفال الروضة ف (الجفلن خلهن اقرع الواقفات) . ابدأ بالروضة وناد بسلم تعليمي ومنهج يطوران مقدرات الطالب وانتظر ثمار غرسك بعد عشرين سنة على الاقل فستجد تغييراً كبيراً في المخرجات .
لدينا ثلاثة متغيرات :
1- المغير (بفتح الياء) وهو الاهم في هذه العملية .
2- المغير (بكسر الياء) وهو التالي في الاهمية .
3- التغيير نفسه .
وطالما ان المغير (بفتح الياء) ثابت بذات المرجعيات والخلفيات التي يحملها تصبح عملية التغيير كالحرث في البحر. اذن عليك ان تغير خطتك لتستهدف (مغيرا جديداً) بفتح الياء .
من اكبر اخطاء الانقاذ العبث الذي ظلت تدير به شئون (التعليم العام) و (التعليم العالي) بقصد او بدون قصد. بقصد اعني (سبق الاصرار و الترصد في تخريج جيل مغيب) وبدون قصد اعني (عدم العرفة). في اوائل التسعينيات قامت الانقاذ باغلاق معاهد التربية في بخت الرضا وشندي وام درمان ومدني وكادوقلي وبقية المعاهد (بدون حجة) وقامت بتغيير السلم من (6-3-3) الى (8-3) مخالفة بذلك اعلانات المباديء الصادرة من الامم المتحدة التي تنص على (ان يقضي الطالب اثني عشر عاماً في التعليم العام - ايا كان نوع السلم المتبع في الدولة المعنية - ثم ينتقل للتعليم العالي) فاصبحت الشهادة الثانوية السودانية بلا قيمة . وسارعت الانقاذ الى الغاء قاعدة الانجليز الذين اسسوا لدخول التلميذ للصف الاول في السودان بعد السادسة (بناء على اسباب ثلاثة) فاقرت الانقاذ دخول التلاميذ للصف الاول دون السادسة ومع العام الضائع - بعد تقليص السلم التعليمي الى 11عاما- اصبح الطالب في (عهد الانقاذ) يدخل الجامعة ناقص (ثلاث سنوات) من الطالب (قبل الانقاذ) فاصبح الطالب يدخل الجامعة وهو في نهايات طور المراهقة الاول وبدايات طور المراهقة الثاني الطور الذي يتسم ب(عدم الاستقرار النفسي وعدم المقدرة على اتخاذ قرارات سليمة) فغابت متعة الطالب بما يدرس وغاب نضجه في ممارسة انشطته السياسية والثقافية والاجتماعية واصبحت تجد في بعض الجامعات (سك سك - وليدو - وفلة فلة). والطالب ليس ملام بالطبع لأنه وجد نفسه في هذا الوضع . ثم جاء ما يسمى ب(ثورة التعليم العالي) وهي في الحقيقة (ثورة التدمير العالي العالمي) فقامت الانقاذ بانشاء 52 جامعة وكلية في خمس سنوات بلا كادر مؤهل(الا القليل) ولا مكتبات ولا معامل ولا مقار حتي والنتيجة (خريج بمقدرات ضعيفة وخلفيات اكاديمية اضعف). لم اسمع - علي مر التاريخ - بان قامت دولة من دول العالم (الاول او الثاني او الثالث) بانشاء 52 جامعة في خمس سنوات الا في (التجربة السودانية الفريدة). في عهد الانقاذ و عندما يحرز طالب الثانوي 95% في امتحان الشهادة الثانوية يهلل الجميع وفي ذلك فرحة كبرى بلا شك. و لكن السؤال المهم (ماهو مستوى الامتحان الذي احرز عبره الطالب او الطالبة هذه النسبة ؟). نسبة 95% الان تعادل تقريباً نسبة 60% في امتحان الشهادة الثانوية اوائل ثمانينيات القرن الماضي واقل من 50% لامتحان الشهادة اواسط السبعينيات. وليس في ذلك بالتأكيد تقليل من مجهود او نسب اخواني واخواتي الطلاب والطالبات اذ لا ذنب لهم في هذا الامر – كما ساوضح لاحقاً- ولكن القضية يجب طرقها بشفافية.
ما السبب في ذلك ؟ السبب (ان ادارة التعليم في بلادي قلبت المعادلة فبدلاً من ان يرتفع الامتحان بمستوى التلميذ نزل الامتحان الى مستوى التلميذ المتدني) السؤال : لماذا؟؟ الاجابة: ( حتى لا يقال ان تجربة الانقاذ التعليمية فشلت).
ماهو الدليل على ذلك ؟ الدليل هو (ان امتحان الشهادتين الاساسية والثانوية اصبح كالاتي اجب بنعم او لا – رتب ا مع ب – استخرج الكلمة الشاذة – ارسم دائرة حول حرف الاجابة الصحيحة اللخ). ودونكم ارشيف امتحانات الثمانينيات وامتحانات العقد الاخير فهي موجودة وموثقة. ويمكن لاي منكم عقد المقارنة بسهولة ويسر .
ثم تأتي الطامة الكبرى بعد دخول الطالب للجامعة ليجد ثورة التعليم العالي (اكثر من 52 جامعة بلا مكتبات ولا معامل ولا كادر مؤهل الا القليل) لتصبح الجامعة (تضيق افق الطالب) بدلاً عن دورها المعروف والمناط بها في (توسيع افق الطالب). كيف يحدث هذا ؟ الاصل في التدريس الجامعي انه يقوم على البحث. يقوم المحاضر بكتابة قائمة مراجع للمادة بعد كل محاضرة ليقوم الطلاب بالرجوع الى المكتبة للتوسع في المحاضرة عبر المراجع التي ذكرها المحاضر وبالتالي تزداد الحصيلة المعرفية للطلاب بكثرة التردد على المكتبة لانجاز المطلوبات وبهذا يصبح الطالب (رفيق المكتبة) وليس (رفيق ماكينات تصوير الشيتات). وما الذي يحدث الان؟ الذي يحدث الان ونسبة لعدم توفر المكتبات والمراجع يقوم (بعض المحاضرين) بتجميع كل المادة في مذكرة ذات اربعين صفحة وتوزيعها للطلاب ليقوم الطلاب بمراجعتها قبل الامتحان بيوم ويحرزوا تقدير ممتاز اوجيد جداً.
وماهي النتيجة النهائية ؟ النتيجة النهائية ان الطالب يتخرج من الجامعة بمقدرات ضعيفة جدا جدا لذا نجد الشكوي من تدني عام في كل مستويات الخريجين في السودان وضعف المردود الناتج من ضعف الخلفيات الاكاديمية والمقدرات الفردية والمحصلة النهائية تدني مريع في شتى مجالات المعرفة مقارنة مع دول الجوار ومحيطنا الاقليمي لنجد - في اخر تصنيف للجامعات - تفوق جامعات الصومال ويوغندا على الجامعات السودانية .
ان التغيير (بناء) و ليس (بريستيدج) كما يتوهم البعض ومن يريد ان يقود تغييراً يفيد البلد عليه ان يبدأ بدعوة لتغيير نظام التعليم القائم في السودان عبر ثلاثية (المعلم – المنهج –السلم) وضع عينك على اطفال الروضة ف (الجفلن خلهن اقرع الواقفات) . ابدأ بالروضة وناد بسلم تعليمي ومنهج يطوران مقدرات الطالب وانتظر ثمار غرسك بعد عشرين سنة على الاقل فستجد تغييراً كبيراً في المخرجات .
لدينا ثلاثة متغيرات :
1- المغير (بفتح الياء) وهو الاهم في هذه العملية .
2- المغير (بكسر الياء) وهو التالي في الاهمية .
3- التغيير نفسه .
وطالما ان المغير (بفتح الياء) ثابت بذات المرجعيات والخلفيات التي يحملها تصبح عملية التغيير كالحرث في البحر. اذن عليك ان تغير خطتك لتستهدف (مغيرا جديداً) بفتح الياء .
الكل بما فيهم قيادات الدولة تقر بتدهور التعليم .. ذلك التدهور أدى لتدهور كل المرافق بل وأدى لشلل الخدمة المدنية التي قيل عنها : إن الخدمة المدنية في السودان مدرسة لأوربا .. والأن المدارس الخاصرة والجامعات الخاصة مع طبيعة الحال شره الرأسمالية في مص الدماء وجعل الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان .. والإسلام الإشتراكي هو البديل للرأسمالية الغربية الصهيونية (راجع بصفحتي بالفيس بوك :مؤسسة العبدي للفكر الإشتراكي الإسلامي ) - والإشتراكية الإسلامية تعني قيام الدولة بواجب الرعاية الإجتماعية ومجانية التعليم والصحة ويكون أميرهم فقيرهم . حسب عملي بمهنة التدريس منذ 1982م أرى أن تدريس مادة الفنون الجميلة تؤدي لرفع المهارات ,, هذا وبكل أسف لايوجد تدريس لمادة الفنون الجميلة بمرحلة الأساس .. ومع وجود معلم مادة الرسم بالكثير من المدارس الثانوية الحكومية إلا أن المدارس الخاصة لايوجد بها مع سكوت الوزارة عن ذلك . غياب مكتبة الطالب بالمدارس أدى إلى شباب لا رغبة له في الإطلاع ونتج عن ذلك الغنآء الهابط وتبعات ذلك السلوكية والذوقية مع عدم إحتجاج عملي من مؤسسات المجتمع المدني ومنهم النقابات ونقابة التعليم التي إختلط حابلها بنابلها .. نسأل الله تعالى أن يصلح الحال .
ردحذفالتعليقات بهذه المدونة لا تنشر .. أسأل مجرب .. هل الأن عصور ما قبل الميلاد ؟
ردحذفلماذا لا تنشر - كنت في حالة سفر طيلة ال4 اشهر الماضية ولم انتبه لوجود خلل في الضبط فعذرا اخي
حذفأخي شكرا لكم وفقكم الله وسدد خطاكم وأعلى رأية لا إله إلا الله عالية خفاقة ترفرف فوق السارية .. والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمسلمين .. والعزة لله جميعا .
حذف