السودان و تشريد الكفاءات (كلاكيت عاشر مره يا دكتور)

       نعم اختلفنا في وجهات نظر حول كيفية ادارة مؤتمر تيداكس خرطوم وتقدمت باستقالتي بنهاية المؤتمر يوم 28ابريل الماضي ، ولكن على المستوى الشخصي حافظنا على العلاقة بيننا بكل مودة واحترام متبادل وعندما كنت مغادراً الى المملكة العربية السعودية هاتفني من بورتسودان مودعاً . 
        الدكتور انور دفع الله رجل مختلف في كل شئ ، في فترة استقراره في السودان - التي لم تتعد العامين - ملأ الدنيا ضجيجاً بانجازاته فالرجل عالمي وطموح ويتمنى ان يرى بلده في مصاف العالمية . يحمل تخصصاً نادراً ودرجة علمية متقدمة في سن صغيرة جداً . جعل اسم السودان يتردد في كثير من بلدان العالم بانجازات مؤتمر تيداكس خرطوم الذي يحمل ترخيصه  من منظمة تيد الام بكاليفورنيا . قدم العديد من المخترعين والمكتشفين والموهوبين للميديا العالمية عبر مؤتمر تيداكس خرطوم بنسختيه . داره ظلت مزاراً للطلاب والباحثين اناء الليل و اطراف النهار يقدم لهم الدعم المعنوي والفكر العلمي . شخصياً اشرف على اول ورقة علمية اقدمها في( ورشة مقدرات ادارة المعرفة في افريقيا ) التي نظمتها جامعة الخرطوم فكانت ارشاداته وتوجيهاته نبراساً هداني الى تقديم ورقة مقبولة كاول تجربة لي في هذا المجال .  
         تفاجأت كغيري بنبأ الاستغناء عن خدمات دكتور انور-  من قبل جامعة الزعيم الازهري -  عبر الخطاب الذي قام برفعه على صفحته في الفيس بووك .  
        من هنا اعلن تضامني وقوفي الكامل مع دكتور انور دفع الله فيما تعرض له من كيد واؤكد ان السودان يفقد ابناً علماً من ابنائه . بامكان دكتور انور وب(ايميل واحد) ان يعمل في اكبر جامعات العالم لكن الرجل فضل بلاده. وانا اقول هذا الحديث شهدت ثلاثة عروض قدمت للرجل من سنغافورة والهند ومصر ولكنه رفضها وفضل ان تستفيد بلاده من علمه وعلاقاته . الى متى يستمر مسلسل فقدان بلادنا  للكفاءات عبر موازنات السياسة الرعناء ؟؟؟ اسألوا دكتور كرار التهامي عن عدد المحاضرين الجاميين الذين هاجروا في العام الماضي . 
      لنا عودة ان شاء الله ان كان في العمر بقية .  
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق