في ثمانينيات القرن الماضي درسنا الإبتدائى بكل عنفوانه . أذكر جيداً عندما
كنا نعود
الي المنزل ،
كنا نتحلق حول
حاجة آمنه - رحمها الله -
الحبوبه التي كانت تقود دفة تشكيل الوجدان
بعيداً عن زخم الفيس بووك
والبلي ستيشن .
كنا نتحلق حولها فتحكي
لنا عن حاجه الغولة ، فاطمة السمحة ، فاطمة
الشينة وميويه أم ركبين . إنتقلنا للمرحلة المتوسطة التي جمعتني بنفر كريم ، وبدلاً عن فاطمة
السمحة وفاطمة
الشينة أصبحنا نقرأ (الايام) ، (رجال حول الرسول ) و (شئ من النثر).
إنتقلت من سنار الجميلة الي الخرطوم
حيث صمت الضجيج وضجيج الصمت وافترقنا
. وحال بيني وبينهم ثورة الإتصالات الباذخة
التي ظهرت
على المسرح متأخرة بعض الشىء
. وتقطعت بنا السبل لثماني عشرة
سنة
إلا من بعض الأخبار التي
ترد من هنا وهناك .
ثم تقطعت هي الأخرى
بعد أن غطي شغف الجامعة والتخرج
و الخدمة و الزواج علي سماواتهم ، وظلت سماواتي
ملبدة بغيمتين بعد أن أنجزت الأولى
والثانية .
بالأرقام ، منذ العام 1992م
لم نتقابل ، لنتكئ - ظهيرة
السبت قبل الماضي - علي ثمانية عشرعاماً من
الإفتراق . وبعد حميمية التلاقي مد لي القدر لسانه ساخراً إذ
إكتشفت أن ايمن و عمر يسكنان علي بعد ثلاثة
كيلو مترات من منزلي .
سامر عمر , ايمن عوض , ضياء
المصباح وعمر محمد الأمين منذ نعومة الأظافر ترعرعنا
معاً . كم هي شاسعة مساحات الإفتراق قسرآ , وكم هي جميلة مساحات التلاقي عفواً . !! وشكراً لضياء
المصباح
الذى تفوق على ثورة الإتصالات
بزخمها وألقها وبريقها وجمعنا
بعد ثمانية
عشر عاماً .
0 التعليقات:
إرسال تعليق