رشحت اكاديمية السينما فى الولايات المتحدة الاميريكية – التى تمنح جوائز
الأوسكار – رشحت الممثل ( جيمى فوكس ) لنيل  أوسكار أفضل ممثل فى بدايات العقد
الماضى . جيمى فوكس إستطاع الفوز بالجائزة ، و عندما صعد على خشبة المسرح لإستلام
الجائزة قال : ( عندما كنت فى طريقى الى هذه الإحتفائية جذبتنى ابنتى الصغرى من
يدى و قالت لى : أعلم انك لن تفوز يا أبى . و لكنك الأفضل ) . ثم أضاف جيمى فوكس
( شكراً للأكاديمية لأنها أنصفتنى ) . 
وأشادت الصحافة بالأكاديمية لأنها أبعدت نجوم من العيار الثقيل و منحت
الأوسكار لفوكس فى إشارة واضحة وحازمة وصارمة 
من الأكاديمية بأن ما يقدم من عمل هو الفيصل فى منح الأوسكار .  
           شباب منظمة ( سودان تيد ) و بتنظيمهم
للحدث العالمى ( تيد اكس خرطوم ) قدموا دروس مجانية فى الوطنية ، التجرد و نكران
الذات . قدموا هذه الدروس لكل شباب العالم و هم يعملون كمتطوعين لتسعة أشهر أو
يزيد من اجل نشر أفكار و تجارب و إختراعات سودانية للعالم أجمع وعلى الهواء مباشرة
. شباب منظمة ( سودان تيد ) إلتحفوا العطاء وغطاؤهم كان ( هلموا إقرأوا كتابنا ) .
        برى الجميلة بدت متألقة صباحات
30/أبريل/2011م و عروستها ( سبارك سيتى ) كانت تتقطر روعة و أناقة . 
             أكاديميون ، صحافيون ، تنفيذيون ،
طلاب ، أجانب  و أهالى المتطوعين و
أصدقاؤهم ضاقت بهم صالة ( سبارك سيتى ) على رحابتها و سعة صدر أهلها . 
            مسرح الحدث بدا متألقاً فى بساطة و
بغير تكلف . فرق  النقل الخارجى ، الإستقبال ، الضيافة ، الإعلام  ، الترجمة والفريق
التقنى لم يتذوقوا طعم النوم لأيام حضورأ مكثفاً و وضعاً لآخر اللمسات دونما إهمال
لأدق التفاصيل . 
             بألقها و روعتها و
بريقها ، قامت شركة ( إم تى إن ) برعاية المؤتمر فصرفت ( روشة النجاح ) و نالت (
وسام التفوق و الفهم المتقدم ) برعايتها لمؤتمر تخوف الكثيرون منه على إعتبار أن
الفكرة جديدة على المجتمع السودانى و لن تجد الدعم و التأييد الكافيين . 
             بكل أحاسيسى شهدت المؤتمر . المشهد
بدا خرافى التصوير و التصور . الإرهاق كان بادياً فى العيون و لكن القلوب كانت
متقدة ، الهامات كانت عالية و النفوس كانت متوثبة من أجل إبراز وجه مشرق للسودان .
             آمال عراض حملها الشباب بين أكفهم
يسندهم إرث دينى و ثقافى كبير و يتكئون على كم معرفى هائل قادهم لإنجاز المؤتمر
بكل هذه الحرفية و الإبتكار . 
            شهدت بعينى رأسى كيف إستطاع شباب –
دون الثلاثين عاماً – تنظيم حدث عالمى بكل هذه الدقة و الروعة و الجمال . 
          عند صافرة النهاية ، لم يتمالك الكل
نفسه . الدموع إنهمرت شلالات لتمسح تعب الشهور . عناق حار إحتشد فى صالة ( سبارك
سيتى ) يحكى عن قصة نجاح هى بلا شك ( الأبرز ) وسط شباب جامعات بلادى . 
            دعوات الأهل من المنازل ، تبريكات
المغتربين من الخارج و البذل و العطاء فى الداخل ألهبت  المشاعر فزادت نوبات البكاء
الحار التى إنخرط فيها الشباب . صراحة ،  المشهد كان أكبر من قلمى . 
            شباب ( سودان تيد ) تعلمت منهم أن
السباحة مع تيارات الإحباط و التمترس خلف فرضية ( خواء الشباب الفكرى ) لهو وهم
كبير . و ان الشباب المبدع القادر على وضع وطنه فى مصاف العالمية موجود... موجود
... موجود . 
            شباب ( سودان تيد ) اشتروا ( السهر و
التعب و العذاب ) ليبيعوا لنا ( الحب و الروعة و الجمال ) . 
          أعود لإبنة جيمى فوكس التى قالت لأبيها
: ( أعلم انك لن تفوز يا أبى و لكنك الأفضل) 
. وأعود الى تعليق جيمى فوكس الذى قال : ( شكراً للأكاديمية لأنها أنصفتنى
) . و أتساءل : ترى من سيقوم بدور إبنة جيمى فوكس ؟؟ و من سيقوم بدور الأكاديمية
؟؟ و لأكون مباشراً أكثر : من سينصف شباب ( سودان تيد ) على هذا الحدث العالمى
الذى نظموه تطوعاً من أجل نشر الأفكار السودانية التى تستحق خارج الحدود ؟؟ هل من
مجيب ؟؟
 
0 التعليقات:
إرسال تعليق