وجوه مشرقة



وصلت الخرطوم قبل آذان المغرب بحوالي النصف ساعة وبعد اكمال الإجراءات تبقي علي الإفطار اقل من خمس دقائق . علي طول الطريق من مطار الخرطوم إلي المنزل كانت مجموعات شبابية تعترض الطريق لتقديم وجبات إفطار للصائم. قبل ذلك وفي السابق كانت موائد رمضانية. لكن في بعض المناطق لا مكان للموائد ولا يتوقف السائق عموماً. أصبح الشباب والشابات يتجمعون في الاستوبات والتقاطعات لتقديم إفطار الصائم. مشهد بديع يحكي عن أصالة هذا الشعب الجميل. رأيت مجموعات وفرادي. بعضهم تجمع تجمعاً شكله عفوياً بمعني انهم لا يتبعون لمنظمة أو مبادرة. سياراتهم تاخذ حيزاً من الطريق وخلفيتها مفتوحة ملاي بإفطار الصائم والمياه والعصائر. لم تقنعهم عبارات مثل (حللنا قبل شوية) (فطرنا وراء). الأعمار مختلفة. السحنات مختلفة. الهدف واحد. توقفت السيارة أكثر من تسع مرات من مطار الخرطوم إلي شمبات لمعانقة هذا الفعل الجميل. التعب كان بادياً في الوجوه. وجوه من يقدموا هذا الخير العميم. آثار إعياء كانت بادية علي البعض. طول ساعات الصيام ولهيب أجواء الخرطوم إضافة الي إعداد الوجبة والوقوف لساعات لتوزيعها أمر منهك لن ييسره الله لك اذا كنت شقياً فهنيئاً لكم بالسعادة والرضا وحفظكم الله لاهاليكم والبلد. رجال المرور عند تقاطع شارع الجامعة كانوا اكثر من 10 رغم عدم وجود إزدحام مروري إلا انهم كانوا يقومون بحماية الشباب والشابات الذين يقدموا الوجبات أمام السيارات المسرعة التي تحاول اللحاق بدعوة هنا او صديق هناك. رجال المرور صنعوا حاجز وعطلوا الاستوب ليتمكن الشباب والشابات من تقديم إفطاراتهم للمارة.
يمكنك الخروج قبل الآذان بنصف ساعة بسيارتك أو بالمواصلات أو حتي راجلاً واتجه إلي اقرب طريق رئيسي أو أقرب تقاطع لتري بأم عينيك. مشاهد تهز الوجدان. شكراً لكم وجوهاً مشرقة وعناوين براقة لأسر غرست قيم نبيلة في نفوس أبنائها نراها فعلاً نبيلاً يمشي بين الناس أن هاؤم اقرؤوا كتابنا.
مشهد يهز الوجدان. سوداني و افتخر
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق