اكسب نفسك
اذا احسست انك
ثلاث او اربع او خمس نسخ مختلفة فقف مع نفسك كثيراً. اذا كنت في المنزل بشخصية وفي
العمل بشخصية اخري و في المسجد بشخصية ثالثة و في النادي بشخصية رابعة ومع الاهل
بشخصية ومع الاصدقاء بشخصية سادسة فقف مع نفسك ايضاً. واذا كنت تنظر الي البشر –
من دواخلك – وفق تصنيفات المال و الجاه و المصلحة والسلطان فقف مع نفسك اكثر و
اكثر.
(التصالح مع
النفس) درجة من درجات (السمو الروحي)
تحتاج ارضية ثابتة من المباديء و القيم التي لا تقبل القسمة ولا
البيع ولا الشراء في (سوق المصالح). ان (تكسب) نفسك افضل
من ان (تكسب) كل اموال و جاه وسلطان الدنيا وهي قيمة لا يعرفها الا (من كسب نفسه)
و البعيد من مركز دائرتها ينظر اليها كاساطير
الف ليلة وليلة وشجرة الدر وشهر يار.
(كسب النفس)
قيمة يمكن ربطها بقيمة (التصالح مع النفس) بل تكاد تكون قيمة
مكملة لها ان لم تكن مطابقة لها. (التصالح
مع النفس) لا يأتي الا عبر بوابة (كسب النفس). فعندما تكون في خانة الشخص الذي (لم
يكسب نفسه) تكون وكأنك تدور في دائرة
مفرغة من (الامل) و (عدم الامل) وستصطدم في النهاية بانك تنشد غايات لا تدرك لان
سقف طموحاتك جافي الواقع وانطلق في فضاء اللا منطق. ستدور في دائرة (احلام غير
مشروعة) و هذه (الاحلام غير المشروعة) يتطلب
تحقيقها – في كثير من الاحايين- اما
(التنازل عن مبدأ او قيمة او خلق) او (الدوس علي اخر عبر اغلاق منفذ او اقصاء عمدي
او اظهار ود وابطان كره) وكلها امور تبعدك
عن دائرتي (التصالح مع النفس) و (كسب النفس).
قاعدة قانونية
تدرس لطلاب كليات القانون في سنتهم الاولي (يجب الا تتعارض اللوائح مع الدستور).
اذن (تحقيق الاحلام) يجب الا يتعارض مع (مباديء الاديان) التي تدعو جميعها الي عدم
الاعتداء علي الاخر لا لفظاً ولا فعلاً. واعلاء قيمة ان (الحلم الكبير) هو (الدار
الاخرة) يجعل من بقية احلامك كأنها (تفاهات و ترهات) فهي لن تتعدي عمرها المكاني و
الزماني ولا ديمومة لها و لا ضمان لاستقرارها او استقرارك فيها.
تذكر ان (تقدم
لحياتك) حتي لا يأتي يوم تقول فيه (يا ليتني قدمت لحياتي). و (حياتي) المقصودة هنا
هي (الاخرة) وان الدنيا (ممر) للحياة الاخرة. اذن الوصول لنهايات اهداف (الوجود
علي الارض) يحتاج الي (تصالح مع النفس) والتصالح مع النفس لا يأتي الا عبر بوابة
(كسب النفس) لان كليهما يجعلانك تضع الامور في قوالبها الصحيحة. عوائق عديدة تقف امام
(التصالح مع النفس) و (كسب النفس) هذه العوائق تقف امامنا لادارك غاية (قدمت
لحياتي) التي تعتبر الغاية الاهم و الحلم الاكبر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق