المؤتمر العام الرابع للمؤتمر الوطني

المؤتمر العام الرابع للمؤتمر الوطني، كلاكيت رابع مرة

جاء المؤتمر العام الرابع للمؤتمر الوطني مليئاً بالاحداث الساخنة بعضها اثناء المؤتمر واخري سبقته واخيرة تلته. فالمؤتمر الوطني الذي تلقي ضربتين موجعتين خلال العشرين عاماً الماضية الاولي (مفاصلة 4 رمضان) التي انتهت بابعاد الترابي – عراب الحركة الاسلامية – عن المشهد السياسي والثانية كانت (مجزرة التشكيل الوزاري الاخير) الذي قضي بابعاد صقور الوطني (الجناح المتشدد داخل الوطني) من المشهد السياسي للدولة. المؤتمر الوطني لم يعد ذاك الحزب بفضل المفاصلات والانسلاخات والتيارات الداخلية المتناحرة.

خلل في التنظيم:
بدا واضحاً ان هناك سوءاً في التنظيم بدءاً من اللافتة التي كتب عليها                                                        4ed conference   والمقصود  4th conference  مروراً بجلوس علي عثمان في مقعد الفاتح عز الدين وانتهاء بتسمم 60 مؤتمراً في اول ايام انعقاد المؤتمر.
ضعف مساندة البشير:
بدا واضحاً ايضاً ضعف مساندة البشير من داخل قواعد الوطني وذلك عبر الارقام التي اشارت للمشاركين والمصوتين ونسب الفوز في مراحل الاقتراع الثلاث اضف الي ذلك الغياب الكبير الذي شهده موتمر الشوري بغياب 25% من اجمالي عدد الاعضاء وهو عدد كافي للاشارة الي (عدم رضا) تسربل الي النفوس.
ظهور الترابي:
ظهر الدكتور حسن عبدالله الترابي – الامين العام للمؤتمر الشعبي – منفرج الاسارير. الترابي بدا مرتاحاً متهلل الوجه حتي طريقة السلام التي عانق به اصدقاء الامس كانت تشير الي ان الرجل متسيد للموقف وان شيء ما يجري تحت الطاولة. الترابي القي كلمة – قاطعها بعض الحضور بالهتاف للشيخ الغائب الحاضر – كلمة كانت ارتجالية غير مرتية دعا فيها الي الوحدة ودعا الي ضرورة المد شرقاً وغرباً وشمالاً و جنوباً. الامر الذي قد يكون سبب حرجاً للبشير العائد تواً من الرياض والقاهرة وكليهما يرفضان مثل هكذا افكار.
خطاب البشير:
خلا خطاب البشير هذه المره من ذكر (ايران وقطر) فلم نسمع في خطاب المؤتمر العام عبارات تمجد ايران ك (حليف استراتيجي) او عبارات تشكر قطر علي (ضخ عملة صعبة اوقات الازمات) . وفي اليوم الثالث والاخير لانعقاد المؤتمر اطلق السفير القطري لدي الولايات المتحدة الاميريكية  تغريدة  قال فيها (المؤتمر الوطني الحاكم في السودان يدار كمزرعة للبشير) وعلي الرغم من ان  التغريدة علي صفحة السفير الخاصة الا انها تعبر ما اعتمل ويعتمل في نفس الرجل وبلده تجاه الوطني.
تصريحات غازي:
الدكتور غازي صلاح الدين – الاصلاح الان – صرح ثاني ايام المؤتمر بان (يجب الا نتخذ المؤتمر العام ذريعة لتوحيد الاسلاميين) الشي الذي فسره مراقبون انه (مخاشنة ضد كلمة الترابي) ليعود غازي بتصريح في اليوم التالي ليؤكد (لا خلاف لنا مع الترابي و لسنا ضد وحدة الاسلاميين).
تيارات متصارعة:
بعض التسريبات هنا وهناك وحديث امين حسن عمر – الذي استبعد من المكتب القيادي للوطني – تشير الي وجود طبخة ما في انتخابات الحزب واشار امين باتهامات صريحة ضد علي عثمان بانه (غير اتجاهات الترشيح عبر خطبة عصماء القاها الرجل) وانباء اخري تقول ان علي اراد قطع الطريق امام نافع. وكلها تسريبات تحتمل الصواب والخطأ ولكن الثابت ان المؤتمر الوطني الان يضم اربعة تيارات (البشير – علي عثمان – نافع – وتيار اخر غير معروف) اذن الحركة الاسلامية في المشهد السياسي الان بستة تيارات اربعة منها داخل المؤتمر الوطني واثنان خارجه (المؤتمر الشعبي و الاصلاح الان). وهو وضع قد يكون غير طبيعي اذا تم النظر اليه بعين التحليل.
مراكز قوي:
في كلمته الاخيرة في ختام جلسات المؤتمر العام ركزت الميديا مع عبارة البشر واوردتها كمين شيت (لن نسمح بمراكز قوي داخل المؤتمر الوطني) وفسر مراقبون العبارة علي انها موجهة توجيه مباشر الي علي عثمان ونافع . ويبدو ان البشير قبل الترشح مرة اخري بشروط كثيرة جدا الايام كفيلة بكشفها.

البشير والشرق الاوسط:

قد يجلس البرلمان اليوم او غدا او بعده للنظر في امر تعيين الولاة وهو ما يشير الي احكام قبضة الدولة عند البشير وهو ما اشارت له الشرق الاوسط اللندنية في تقرير لها قبل عامين تحت عنوان (هل يطيح البشير باخوان السودان؟). اذن البشير و بعد ابعاد صقور الوطني من المشهد السياسي و التنفيذي (في الحزب و الدولة) شرع في الانفتاح علي الخليج والتضييق علي ايران ولكن البشير اماه عدة عقبات اولها (المكتب القيادي للوطني) الذي لن يتزحزح عن ايدلوجيته في حين تطلب القاهرة والرياض اجراءات علي الارض ضد ثلاثية (ايران – الارهاب – دعم حماس) وهو ما لن يتحقق في ظل وجود المكتب القيادي للوطني بصلاحياته الحالية.
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق