وبالامس القريب
كنت جلوساً في وسط الخرطوم في انتظار ضيف متميز ب(مواعيد سودانيين). جلست مع رفيقي
مع ست شاي خمسينية نحتسي الكوب تلو الكوب تكسيراً للزمن. كنا اربع مجموعات (انا
ومحدثي) و (3شباب يبدو انهم طلاب جامعة) و(2اخرين) و(وواحد بعمة ينتظر غسيل
سيارته). الونسة كانت متفرقة تأخذ منحى وتعود الى آخر. فجأة تنبهنا الى صياح
الخمسينية – ست الشاي – وهي تنادي :( هوي يا زول حق الشاي) تنبهت وجدت الرجل ركب
سيارته والزجاج مغلق ويهم بالمغادررة وينظر الى الخلف. هم احد طلاب الجامعة
لملاحقته وتذكيره ولكنه انطلق مغادراً. قالت المرأة (لالا خليهو – حق الشاي ما مشكلة – حق الشاي
بيجي – المشكلة في المروءة الراحت – سايق عربية بي 200مليون ويمشي بي الفين جنيه –
انا بربي في ايتام – انعل ابو المروءة زاتو- يعني معقولة يكون نسى - دنيا)
. شخصياً خجلت من هذا الموقف الذي (مس المروءة) قلت لها: (يا اختي
الناس كلها ما واحد- أي مجتمع فيهو الكويس وفيهو الكعب). قالت بلطف: (عارفة يا ود
اخوي – لكن الكويس ما شي بلفت النظر لانو دي عاداتنا – الكعب هو البلفت النظر لانو
ما عاداتنا – معليش يا ود اخوي – ما حارقاني الالفين والله – حارقني التصرف اكتر
من الالفين). وجدت ان تقديم الفين لها مع الحساب قد يعقد الموقف المعقد اصلاً ظللت
اتحدث مع رفيقي في مواضيع شتى تكسيراً للزمن.
الشباب الثلاثة
وقفوا للمغادرة اقترب احدهم منها لدفع الحساب وقال (3 شاي واخصمي حق الزول الفات
ده ) قالت (انتو بتعرفوهو؟) قال (لا).
قالت (طيب تدفعوا ليهو ليه؟) . قال (عشان المروءة الضايعة ياامي- الناس كلها ما
واحد) ثم سلم على المرأة في رأسها واقسم عليها ان تأخذ المبلغ واضاف (زي ما في
كعبين في كويسين يا أمي). ياااااااااااااااااااااااااااااه موقف (يفيض عاطفة) من
ذاك الفتى العشريني تجاه تلك المرأة الخمسينية. دمعة نزلت على خدها.(انتو طلبه
لكن)اضافت مشيحة بوجهها. (وانتي بتربي في ايتام ربنا يحفظهم ليكي ونحن التلاتة تحت
خدمتك في أي لحظة- بنجي طوالي بي هنا اذا احتجتي أي حاجة قولي لينا). المساحات
كانت لا تسمح بالتدخل. مع وقوف الفتى سقط الدفتر. التقطت الاسم سريعا بنظرة لأعود
اليه بحثاً قد يكون شاقاً ولكني ساجده لتكريمه على جزيل فعله. ديل (ستات الشاي
البتكشوهن) وديل ( البتقولوا عليهم شذاذ آفاق).
0 التعليقات:
إرسال تعليق