صدقات و بحري شمال
(الكارثة الكبرى ان بعض مواطني ولاية الخرطوم المتضررين من الامطار
والسيول اصبح سقف طموحهم مشمع او ناموسية ) هكذا كتب استاذنا الطاهر ساتي في عموده
المقروء (اليكم) موجهاً حديثه لوالي ولاية الخرطوم.
توجهت الى شبكات التواصل الاجتماعي لعرض حال منطقة بحري شمال بعد عزوف
الاعلام الرسمي عن عرض مناشداتنا وقمت بعرض الخسائر والاضرار من مصدر رسمي
بالمنطقة ذكر الارقام عبر شاشة تلفزيون السودان وحذرت من كارثة الترس الشرقي حال
هطول امطار غزيرة في الشرق.(التقرير موجود على صفحتي في الفيس بووك). حملت هذه التحذيرات
بعد النداءات المتكررة التي ظلت تبثها هيئة الارصاد عبر وسائل الاعلام الرسمية عن
امطار غزيرة ايام الاربعاء والخميس والجمعة بمعدلات اعلى من معدلات 1988م.
رفعت تقريراً متكاملاً يحوي ارقام وتفاصيل عن بحري شمال .ومساء نفس
اليوم (الاحد) علق الاستاذ ناظم سراج –
المدير التنفيذي لمنظمة صدقات – (استاذنا حمدي – لقد بلغت وانا من الشاهدين –
وسنكون من الحاضرين).
العاشرة صباح الاثنين 19اغسطس 2013م تلقيت اتصالاً هاتفياً من الاخت
تقوى كمبال تقول عبره ان الاستاذ ناظم سراج – المدير التنفيذي لمنظمة صدقات – كلفها
هي مع لجنة لحصر الحوجة العاجلة في المناطق الاكثر تضرراً في بحري شمال حسبما ورد
في التقرير وشدد على ضرورة وصول معينات في نفس اليوم بعد المسح الميداني ثم قالت :
انت جاهز؟ قلت : نعم . 10 دقائق فقط. في هذه الدقائق العشر كانت امامي ثلاثة اشياء
لابد من ترتيبها وهي :
1-
المواطن المتضرر.
2-
حفظ
الحق الادبي لمجموعة صدقات وتمكينهم من انفاذ دستور ولوائح المنظمة بان تسلم
المساعدات من (المتطوع) الى (المتضرر) مباشرة ودون أي وسيط.
3-
الدخول
لبحري شمال عبر القنوات الرسمية لتوفير حماية لهذا العمل اولاً ولتجنب حدوث أي صدام قد يقع بين فاعلي الخير
وسلطات بحري شمال.
اتصلت على الاستاذ اشرف فرح – منسق عام لجان بحري شمال – كجهة مناط
بها متابعة غرفة الطواريء واشرف من ابناء المنطقة البررة ويكفيه فخرا انه لم يتجمل
ولم يتزين في حديثه للتلفزيون فذكر ارقام الخسائر كما هي وتحدث عن الدعم البسيط
الذي وصله من المحلية والذي لا يتناسب مع حجم الاضرار – على حد تعبيره - .
ذهبت مع تقوى لاشرف في غرفة الطواري . تقوى عرفت نفسها وعرفت المنظمة
وذكرت نوع الدعم الذي سيقدم وسالت اشرف عن اكثر المناطق تضرراً . رد اشرف (المثلث
والرقبة). وبعد اخذ الاذن تحركت لجنة صدقات المكونة من الاستاذ ابراهيم ساعد
والاستاذ ايمن سعيد والباشمهندس عثمان فقيري وتقوى كمبال وشخصي وبرفقة الباشمهندس
مجاهد هاشم عوض الكريم الذي طلب منه اشرف مرافقتنا في هذه الجولة.
بعد جولة على المناطق المتضررة وعند الثانية اخطرتنا اللجنة بانها
ستقدم دعم عاجل اليوم (نامسويات) للحفاظ على صحة الاهالي اولاً ومن ثم ياتي الدعم
الاخر (مشمعات وبطاطين) صبيحة الغد. وكان تفكيراً عملياً ومرتباً بكل تأكيد.
وعند السادسة من مساء نفس اليوم تلقيت اتصالاً اخر من تقوى يفيد بتحرك
دفار وبوكس من مركز صدقات متجها نحو المنطقة . حددنا نقطة تلاقي. عاودنا الاتصال
باشرف فرح وتحركنا جميعا تجاه المثلث والرقبة. وجدنا في المنطقة نائب الدائرة
ومهندس المحلية اضافة الى الاهالي وحافظنا على ميثاق صدقات بان تقدم مساعدتها من
(المتطوع) الى (المتضرر) مباشرة ووجدنا تجاوباً كبيراً في هذا المنحى من اشرف فرح
الذي وقف بعيداً لتذليل أي صعوبات قد تواجه المتطوعين. استمرت ملحمة صدقات الاولى
من بعد صلاة المغرب وحتى العاشرة والنصف مساء وغطت اكثر من 50 منزلاً في منطقة
المثلث استخدمت فيها البطاريات واضواء الموبايلات في كثير من المناطق.
الثلاثاء 20 اغسطس 2013م وعند
الثانية عشرة والنصف ظهرا افادتني تقوى بتحرك دفار و5 سيارات صغيرة متجهة نحونا.
حددنا نقطة تلاقي ثم تحركنا جميعا تجاه المنطقتين. وتم التوزيع في ملحمة صدقات
الثانية من الساعة الواحدة ظهرا الى ما بعد صلاة المغرب وتمت خلال الحملتين تغطية
206 اسرة.
ايمن سعيد قائد الاوركسترا التي عزفت لحن الانسانية قاد دفة العمل بكل
حنكة ودراية وتعامل مع الاهالي بكل مرونة . طريقة تعامل المتطوعين مع الاهالي خطفت قلوب الاهالي فعبارات المتطوعين التي كنت
اسمعها (جاينك يا اابوي). (يا امي انتي امشي مع تقوى اسمك مكتوب بي هناك) . عبارات
(ابوي) و(امي) التي كان يرددها شباب صدقات كانت اغلى من كل مشمعات وناموسيات
وبطاطين الدنيا. الدعم النفسي الذي قدمه شباب صدقات كان درساً مجانياً في
الانسانية قبل دروس العطاء المادي. احس
اهالي المنطقة بان شباب وشابات صدقات اولادهم وبناتهم فكانت (الحواجز) غائبة بحضور
(الانسانية) الطاغي. اذا دخلت المنطقة في تلك اللحظات لن تسطيع التمييز بين اهالى
المنطقة وشباب صدقات فالكل مشمر عن السواعد وممتليء بغبار الارض الموشح بعبق
الانسانية. لن تميز لان الاهالي كانوا ينادوا الشباب باسمائهم ( ياعمر مشمعاتي
ناقصات مكتوب 4 واديتوني 3) حاجة طاعنة في سنة. عمر : (تعالي يا امي نشوف الكشف
انتي بيتك وينو؟). واخرى تنادي : (ايمن ناسكم البره ديل خليهم يدخلو على الحوش في سريرين وبنابر
والبت قاعدة التعمل ليكم الشاي انا مارقه مع ناس اللجنة التانية) . (حاضر يا امي).
بقية المتطوعين بذلوا جهداً قد يكون فوق طاقاتهم . تخيل انك تكون لافي
بتوزع من الساعة 1ظهرا لغاية بعد صلاة
المغرب. المتطوعين كانت تعترضهم ازقة لا
تسمح بمرور سيارات كانوا يحملوا الناموسيات والمشمعات والبطاطين على الايدي
ويقطعوا مسافات طويلة بالارجل لتوصيل المساعدات حسب القوائم المعدة.
اجمالي ما تم توزيعه في منطقتي المثلث والرقبة كان:
1-
823 ناموسية
2-
460 بطانية
3-
210مشمع
صدقات
حملت دفارين وست سيارات صغيرة في حملتيها الاولى والثانية. شكري الكبير جدا وشكر
كل اهالي المنطقتين لمنظمة صدقات على هذا التجاوب الكبير والسرعة والدقة والتنظيم.
شكراً ناظم سراج – المدير التنفيذي لمنظمة صدقات- . شكراً ايمن سعيد قائد فريق
الدعم . شكرا الاستاذ ابراهيم ساعد والباشمهندس عثمان فقيري. شكرا الاستاذة تقوى
كمبال ابنة المنطقة. شكرا للمتطوعين الذين ضاقت بهم ثلاثة بكاسي لتوزيع المساعدات.
شكراً مجاهد هاشم عوض الكريم شكرا اشرف فرح – منسق اللجان ببحري شمال – على
التعاون اللا محدود .
0 التعليقات:
إرسال تعليق