ست ساعات في موقف الشهداء


           ست ساعات كاملة قضيتها في موقف الشهداء – ام درمان في انتظار شخص بعد ان وصلتها التاسعة صباحاً و غادرتها الثالثة والربع . هي فترة طويلة طبعاً لكن المثل السوداني بقول (خادم الفكي مجبور على الصلاة) .
         والوقوف في موقف مواصلات – رغم متعته – الا انك تحس بالملل والحاجة للتغيير من الوقفة ، القعدة والمعاينة يمين وشمال . خلال هذه الست ساعات تناولت (طبق فول مصلح) بعد ان استعنت بصديق امدرماني خبير دلني عليه وتناولت ساندوتشاً اخر قرب الثالثة. اما المشروبات فتناولت كل انواع المشروبات الساخنة والباردة بدءاً بالشاي مروراً بالحلبة والحرجل والكركدي والجبنة السودانية والحبشية وعرجت على ام قنقر فكنت احتاج للجلوس – بعد ان تورمت قدماي من طول الوقوف – فكنت اجلس واطلب مشروب وبعد اخذ الراحة اعاود الوقوف حتى وصل عدد المشروبات الساخنة 11 مشروباً . هذا كله لم يشفع فكان هناك متسع من الوقت لقراءة 3 صحف سياسية ومثلها رياضية واخرى تهتم بالجريمة والمؤسف ان اكشاك الصحف ليس بها مقاعد للجلوس فبعد شراء الجريدة كنت اعرج على محل الشاي لاشرب مشروب واقرا جريدة  وهكذا . ومن المؤكد انني استنشقت عدد ثلاثة طن من دخان عوادم الركشات والعربات الخردة التي تمر بالطريق العام وتترك لنا متعة استنشاق مخلفات (الماكينة المهترئة).
            عند الثالثة ودقيقتين وصل من انتظره ، ثلاث عبارت فقط دارت بيننا ثم ركبت مواصلات بحري . (فرطق الكمساري) منخته جنيهين فكة . قال (نفر ولا نفرين) قلت (نفر) قال (امسك) اعاد لي جنية وعملة معدنية . قلت0 (ياريت كل الكماسرة زيك يا حبيب) . قال (اظنك طولت من الشهداء) قلت (طولت في الشهداء مش طولت من الشهداء – واقف ست ساعات منتظر زول) . قال (في زول بنتظر زول 6 ساعات ؟) اعدت عليه المثل (خادم الفكي مجبور على الصلاة) .  
          من المؤسسة ركبت الكدرو اثلج صدري شاب هميم  ومهذب كان (واقف شماعة) جوار الكمساري وكان يساعد الكمساري في (لملمة) التعريفة واعادة الباقي بانسانية بالغة . حياني و(حلف بان يدفع هو ) كنت اجلس في الهامش وهو متمركز في السنتر لذلك فاز هو باجر الدفع . نزلنا معاً وجدته تلميذي الذكتور محمد ووجدت فرصة قيمة لاقارن بين دراسة الطب في الجامعات السودانية ولهذا الموضوع حكاية اخرى بعد ان دونت كل المعلومات في الطريق . سنعود له باذن الله . 
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق