التغيير (حسابات معقدة) الجفلن خلهن اقرع الواقفات


           عندما يحرز طالب الثانوي 95% في امتحان الشهادة الثانوية يهلل الجميع ويكبر وفي ذلك فرحة كبرى بلا شك . و لكن السؤال المهم (ماهو مستوى الامتحان الذي احرز عبره الطالب او الطالبة هذه النسبة ؟). نسبة 95% الان تعادل تقريباً نسبة 60% في امتحان الشهادة الثانوية اوائل ثمانينيات القرن الماضي واقل من 50% لامتحان الشهادة اواسط السبعينيات. وليس في ذلك بالتأكيد تقليل من مجهود او نسب اخواني واخواتي الطلاب والطالبات اذ لا ذنب لهم في هذا الامر – كما ساوضح لاحقاً- ولكن القضية يجب طرقها بشفافية.
ما السبب في ذلك ؟ السبب ( ان ادارة التعليم في بلادي قلبت المعادلة فبدلاً من ان يرتفع الامتحان بمستوى التلميذ نزل الامتحان الى مستوى التلميذ المتدني حتى لا يقال ان تجربة الانقاذ التعليمية فشلت فشلاً ذريعاً ). 
ماهو الدليل على ذلك ؟ الدليل هو (ان امتحان الشهادتين الاساسية والثانوية اصبح كالاتي اجب بنعم او لا – رتب ا مع ب – استخرج الكلمة الشاذة – ارسم دائرة ---------------------------) ودونكم ارشيف امتحانات الثمانينيات وامتحانات العقد الاخير فهي موجودة وموثقة . ويمكن لاي منكم عقد المقارنة بسهولة ويسر .
            ثم تأتي الطامة الكبرى بعد دخول الطالب للجامعة ليجد ثورة التعليم العالي (اكثر من 52 جامعة بلا مكتبات ولا معامل ولا كادر مؤهل الا القليل ) لتصبح الجامعة (تضيق افق الطالب) بدلاً عن دورها المعروف والمناط بها في (توسيع افق الطالب).  كيف يحدث هذا ؟ الاصل في التدريس الجامعي انه يقوم على البحث . يقوم المحاضر بكتابة قائمة مراجع للمادة او بعد كل محاضرة ليقوم الطلاب بالرجوع الى المكتبة للتوسع في المحاضرة عبر المراجع التي ذكرها المحاضر وبالتالي تزداد الحصيلة المعرفية للطلاب بكثرة التردد على المكتبة لانجاز المطلوبات وبهذا يصبح الطالب (رفيق المكتبة) وليس (رفيق ماكينات تصوير الشيتات). وما الذي يحدث الان؟ الذي يحدث الان ونسبة لعدم توفر المكتبات والمراجع يقوم (بعض المحاضرين) بتجميع كل المادة في مذكرة ذات 40 صفحة وتوزيعها للطلاب ليقوم الطلاب بمراجعتها قبل الامتحان بيوم ويحرزوا تقدير ممتاز اوجيد جداً.
وماهي النتيجة النهائية ؟ النتيجة النهائية ان الطالب يتخرج من الجامعة بمقدرات ضعيفة جدا لذا نجد الشكوي من تدني عام في كل مستويات الخريجين في السودان وضعف المردود الناتج من ضعف الخلفيات الاكاديمية والمقدرات الفردية والاخطاء الطبية وتدني مريع في شتى مجالات المعرفة مقارنة مع دول الجوار ومحيطنا الاقليمي لنجد -  في اخر تصنيف للجامعات  - تفوق جامعات الصومال ويوغندا على الجامعات السودانية .
ان التغيير (بناء) و ليس (بريستيدج) كما يتوهم البعض ومن يريد ان يقود تغييراً يفيد البلد عليه ان يبدأ بدعوة لتغيير نظام التعليم القائم في السودان من سلم الى منهج وضع عينك على اطفال الروضة ف (الجفلن خلهن اقرع الواقفات) . ابدأ بالروضة وناد بسلم تعليمي ومنهج يطوران مقدرات الطالب وانتظر ثمار غرسك بعد عشرين سنة على الاقل فستجد تغييراً كبيراً في المخرجات .
لدينا ثلاثة متغيرات :
1-   المغير (بفتح الياء) وهو الاهم في هذه العملية .
2-    المغير (بكسر الياء) وهو التالي في الاهمية .
3-    التغيير نفسه .
وطالما ان المغير (بفتح الياء) ثابت بذات المرجعيات والخلفيات التي يحملها تصبح عملية التغيير كالحرث في البحر.  اذن عليك ان تغير خطتك لتستهدف (مغيرا جديداً) بفتح الياء . 
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق