مقال عن تجربتى مع ( ورشة مقدرات ادارة المعرفة فى افريقيا ) نشرته جريدة ( الجريدة ) فى عددها الصادر صباح اليوم الجمعة 2/مارس/2012م - صفحة رقم 4 - عدد رقم 387


بسم الله الرحمن الرحيم
تجربتى مع ورشة ( مقدرات ادارة المعرفة فى افريقيا )
بقلم / حمدى صلاح الدين

        ورشة عمل ( مقدرات ادارة المعرفة فى افريقيا ) تحت شعار ( توظيف الادوات للتنمية و الابتكار ) نظمتها جامعة الخرطوم و كلية قاردن سيتى للعلوم و التكنولوجيا بالتعاون مع الشبكة الدولية للتقنيات الملائمة ( الولايات المتحدة الاميريكية ) و المعمل الوبائى لبحوث الصحة العامة برعاية كريمة من اثنتى عشرة شركة ومؤسسة فى الفترة من 2-7 يناير 2011م بقاعة الصداقة بالخرطوم .
       كلفتنى الدكتورة غادة كدودة – المنسق العام للورشة – بقيادة الفريق الاعلامى للورشة  ، وضعنا الاطار العام وقمت بوضع خطة اعلامية لشهرين و اهم اتفاق كان بيننا هو ان نقوم بنقل خبرتنا الاعلامية لطلاب كلية العلوم الرياضية  .  
             قمت بالاستعانة بثمانية شباب من ( آرش ميديا قروب ) و الدكتورة اختارت لنا 40 طالباً و طالبة  من كلية العلوم الرياضية  ليعملوا معنا فى الفريق الاعلامى  . قمت بتقديم حوالى ثلاث محاضرات عن كيفية تنفيذ الخطة الموضوعة اضافة الى بعض المهارات التى يحتاجها الشباب مثل (  كيفية صياغة الخبر باللغة العربية وكيفية صياغة الخبر باللغة الانجليزية و كيفية اعداد التقارير الاخبارية  ) ثم قمنا بتكوين ( قروب )  على الفيس بووك حتى نجتمع ( اون لاين ) لظروف سكن الطلاب البعيدة و تقديراً لظروف الطالبات اللائى غالباً ما تكون حركتهن محدودة .
          قمت بتقسيم الطلاب الى ثلاث مجموعات (أ) ، (ب) و ( ج) وعلى رأس كل مجموعة وضعت اثنين من شباب ( آرش ميديا ) ليوجهوا الطلاب فى العمل الميدانى  . هذا التقسيم استمر خمسة عشر يوماً هى فترة المرحلة الأولى من الخطة الاعلامية . ثم اجتمعنا مرة اخرى بكلية العلوم الرياضية وقمنا بإعادة تشكيل الطلاب الى اربع مجموعات على النحو التالى :
1- فريق التقارير و الاخبار و الترجمة .
2- الفريق التقنى .
3 فريق الإتصالات .
4- فريق التنسيق و المتابعة .
وقد انجز الشباب كل المهام الموكلة إليهم بنجاح تام .
         هذه الورشة أحدثت حراكاً علمياً كثيفاً و ذلك بحضور أكثر من ثلاثين عالماً من خمس قارات حول العالم قدموا ما لا يقل عن الثلاثمائة ورقة علمية و حلقة نقاش فى شتى مجالات المعرفة . كل هؤلاء العلماء تشاركوا المعرفة مع علماء بلادى الذين أموا قاعة الصداقة صباحات الثانى من يناير 2011م وشكلوا حضوراً انيقاً و فاعلاً . أشير هنا إلا أن مجموعة من العلماء الضيوف و مجموعة من علماء بلادى قدموا كورساً مجانياً  - لطلاب جامعات بلادى - على مدار يومين عن How to write a research paper   . و أشير أيضاً الى أن بعض الطلاب وجدوا منح فى جامعة هاورد الاميريكية و جامعة جنوب افريقيا بعد أن اعجب الضيوف بما قدمه الابناء الطلاب من ( اوراق ) و ( بوسترس) . وهذه – فى إعتقادى – طفرة كبيرة جداً أن تمنح الورشة الطلاب مساحات لتقديم اوراق علمية بحثية و بوسترات فى المعرض .  
        أكثر شىء اعجبنى ( وانا معلم قبل ان اكون اعلامياً ) اكثر شىء اعجبنى هو حلقات النقاش Round table discussion session  والتى كانت تقام بعد الانتهاء من الاوراق العلمية على مدار ايام الورشة حيث كانت القاعة تقسم الى حوالى عشرة مجموعات كل مجموعة تشمل ( طلاب سودانيين و طلاب اجانب ويقود المجموعة دكتور او بروف ) و يدور نقاش حول  قضايا  مطروحة على الشاشة وفق زمن محدد ، وبعد انتهاء الزمن تقدم كل مجموعة حلولها للقضية المطروحة  ثم يتبادل الجميع ( ارقام الهواتف – و الايميل ) ثم يعاد توزيعهم مرة اخرى على مجموعات اخرى . والشىء الاروع ان كل هذا يتم باللغة الانجليزية فقد وجد الطلاب - الذين شاركوا فى هذه الورشة - وجدوا فرصة عظيمة جدا للاحتكاك مع طلاب من دول اخرى و مع خبرات اكاديمية كبيرة من جامعات عالمية .
    مما لا شك فيه ان حدث كهذا يستحق الوقوف عنده أكثر من مرة و النظر إليه بأكثر من زاوية . نحن لا نريد أن نفقد البذرة التى غرستها هذه الورشة فى نفوس الابناء الطلاب من ناحية رفع مقدراتهم فى جانب البحث العلمى . نريد ان نتكاتف جميعاً حتى تقام مثل هذه الورش التى تفتح أذهان الطلاب .
      أما الدكتورة غادة كدودة – المنسق العام للورشة – فلقد كانت نموذجاً حياً للبذل و العطاء بتجرد و نكران ذات نادرين .  كروت  عديدة استخدمتها دكتورة غادة لانجاح الورشة منها علاقاتها الممتدة عبر المحيطات و عضويتها فى العديد من المؤسسات  العالمية التى تهتم بالبحث العلمى .
        أما الطلاب فقد كانوا الوقود المحرك لهذه الورشة . تشاركوا المعرفة وتقاسموا التنظيم وتوزعوا لأتيام و فرق أخرجت الورشة بكل هذه الروعة .
       آمال عراض حملها الشباب بين أكفهم يسندهم إرث دينى وثقافى كبير و يتكئون على كم معرفى هائل إضافة  إلى قيادة  واعية كانت تضع ( الخطوط العريضة ) و تترك للطلاب ( خيارات التنفيذ) . فكانت الفرق التى شكلت تدير معرفة ذاتية داخلية غير المعرفة  التى أديرت داخل قاعة الصداقة فإكتسب الطلاب الخبرة و الدراية و المعرفة فى مجالات  الإعلام  ، التسويق ، الدعم التقنى و تنظيم المؤتمرات و هذه بالطبع مهارات فردية تضاف الى حصيلتهم الأكاديمية .
           فى الختام لابد لى من ان احييى الدكتورة غادة كدودة واركان حربها على هذا الجهد الكبير و  المقدر وتحية للمنظمين والرعاة والفرق المساندة و تحية خاصة جدا لطلاب كلية العلوم الرياضية – جامعة الخرطوم و تحية  لطلاب كلية قاردن سيتى و تحية للطلاب الذين شاركوا فى الورشة من جامعات المستقبل ، السودان ، كسلا ، القضارف و الاحفاد . وتحية للطلاب الذين قطعوا المحيطات جوأ للمشاركة فى الورشة طلاب جامعة هاورد الاميريكية وطلاب كلية الاعلام و الاتصالات بجامعة غانا وطلاب جامعة جاكسون ستيت بالولايات المتحدة الاميريكية . و أتمنى أن لا تموت بذرة الورشة فى نفوس الابناء الطلاب . وأشير هنا الى ان الدكتورة غادة كدودة – المنسق العام للورشة – أقامت إحتفائية ببرج الإتصالات صبيحة السبت 25/2/2012م وكانت الاحتفائية تدور حول ثلاثة محاور ( تقييم ، تكريم و رؤية مستقبلية ) . 
لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع للموقع http://kmca2012.net/
مع شكرى و تقديرى
حمدى صلاح الدين
معلم ، مذيع و صحافى
قائد الفريق الإعلامى
لورشة ( مقدرات ادارة المعرفة فى افريقيا )
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

2 التعليقات:

  1. لكم تمنينا مشاركتكم في هذه المحافل العامره بكم والتي تفيض بما فيها من تناقل تقافات وعلوم ونسال الله ان يعينكم وتكونوا واجه ثقافيه وحضاريه تنير طريق لم يرى النور منذ زمان بعيد وان الفخر كل الفخر لوطنن انتم تحملون همومه.

    ردحذف
  2. ده كلام كبير علينا يا ابو حميد - ربنا يعينا جميعا - الناس اشتغلت فى الورشة دى شغل اكبر من قلمى - انا كتبت عن الجزء الحضرتو - الناس شغالة اكثر من 14 شهر - مجهود مقدر منهم والله - انا مبسوط جدا انو الناس بدات ترجع تانى للبحث العلمى والاحتكاك الاكاديمى الصرف مع علماء اجانب - اشكرك على مرورك

    ردحذف