أوسكار للفخرانى




              - فى إعتقادى -  أن الممثل المصرى يحيى الفخرانى يعتبر من أبرع ممثلى الوطن العربى على إمتداد تاريخ الدراما . وقد قدم أعمال درامية  تظل علامات فارقة فى تاريخ الدراما العربية مثل  ( ليالى الحلمية ) بأجزائه الخمسة ،  (أوبرا عايده ) ، ( للعداله وجوه كثيرة )  ،  ( الليل وآخره ) ، ( عباس الأبيض فى اليوم الأسود ) وأخيراً (إبن الأرندلى ) . يحيى الفخرانى يجسد الشخصيات التى يقدمها -  عبر الشاشة -   بألق وبريق خاصين . تأدية الفخرانى لأدواره فيها شىء ما يجعلك تحس وكأنك  تجلس معه داخل (البلاتوه ) .  تحفة الدراما المصرية ( عباس الأبيض فى اليوم الأسود ) تجلت فيها عبقرية الفخرانى الفنية . ففى هذا العمل الدرامى كاد الفخرانى أن يبتلع المشاهدين إبتلاعاً ،  فقد تحول إلى غول فى الأداء تضحك معه أحياناً وتذرف الدمع الثخين فى  أحايين كثيره من خلال مشاهده المؤثرة . وفى غابة الغول ضاع صوت المتالقة دوماً ( ماجدة زكى ) ولكنها لم تستسلم – ففى كثير من مشاهد المسلسل –  كانت تطرد الغول وتتربع على عرش الأداء ليعود الفخرانى بخبرة السنين وألق الكبار جاذباً أنظار المشاهدين نحوه . الفخرانى وزكى أرهقا عيون المشاهدين بالأداء الراقى  والحوار الساخن الممتع الشيق .  المشهد الفخيم  الممتلىء بالعواطف الذى أداه الفخرانى وهو ينقل الى إبنته فى المسلسل ( دنيا سمير غانم ) خبر نجاحها  فى الجامعة عبر الهاتف . هذا المشهد أداه الفخرانى بنفس واحد ومن لقطة واحدة تصاعدت معها إنفعالاته صوتاً وحركة ليذرف الدموع آخر المشهد فرحاً بنجاح إبنته . أى ممثل آخر لو طلب منه أداء هذا المشهد كان سيؤديه فى لقطتين . اللقطة الأولى : سؤال الإبنة هل عرفت النتيجة ؟ ثم ينقل لها خبر نجاحها . يوقف المخرج التصوير . يضع الممثل قطرة الدموع – الخاصة بأداء تلكم المشاهد – ثم تدور الكاميرا  مرة  أخرى  ومن زاوية ثانية لتعرض  إنفعال   الممثل  وهو  يبكى  فرحاً ( فى بلاهة يحسد عليها ) . ولكن الفخرانى  ( شال المشهد ) بكل إنفعالاته من لقطة واحدة وأداه بصدق وحرفيه وإبهار . الفخرانى نجم من ذهب يستحق أوسكار أفضل ممثل مر على تاريخ الدراما العربية بلا منازع .















                                                                                       
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق