حصان (يوسف السباعي ) و فوبيا (الطيران) 1-2

     يحكي الاديب الراحل يوسف السباعي عن اول يوم له في الكلية الحربية فيقول : وقفنا طابور . واخذ التعلمجي التمام . صفا . انتباه . صفا . انتباه . ثم احضر التعلمجي ( حصاناً ) و اخذ يشرح لنا كالآتي : 
التعلمجي (يرفع ذيل الحصان ) قائلاً : شايفين ده ؟ 
الجميع : نعم حضرتك . 
التعلمجي : ده ذيل الحصان . واضح . 
الجميع : واضح حضرتك . 
ثم يرفع التعلمجي (رجل الحصان اليسرى ) قائلاً : شايفين دي ؟ 
الجميع : نعم حضرتك . 
التعلمجي : دي رجل الحصان اليسرى . واضح . 
الجميع : واضح حضرتك . 
ثم يرفع رجل الحصان اليمنى وهكذا حتى يمر على جميع اجزاء الحصان . ثم يقف التعلمجي بعيداً و يشير الى الحصان قائلاً : وده كلو اسمه (الحصان) . واضح . 
الجميع : واضح حضرتك . 
التعلمجي : انتهى الدرس . انصراف . 
يقول السباعي : تاني يوم حزمت حقائبي و غادرت الكلية الحربية (اذا كان في تعريف الحصان بناخذ يوم كامل اومال لما نجي للكلاشنكوف والدبابة والصاروخ والطيارة حا ناخد كام يوم ) . 
    ثم اتجه السباعي الى التمثيل . فاعطاه المخرج صلاح ابو سيف - ان لم تخني الذاكرة - اعطاه جمله في حوار يجمعه مع النجم احمد مظهر عهلى مائدة الافطار . وجملة السباعي كانت (لوري خبطه) . وكان الحوار كالآتي : 
السباعي ومظهر وبقية افراد الاسرة يتناولون الافطار . يدخل السفرجي ليخبر احمد مظهر ان فلان قد مات . 
فيقول احمد مظهر : معقولة . ازااااي . 
السباعي : لوري خبطه . 
فيصيح المخرج : ستووووووب . يا سباعي لازم تحط الشوكة وترفع حواجبك وانت بتقول الجملة . قول الجملة باحساس يا سباعي . ثم يعاد المشهد . يقول السباعي ظللنا نعيد المشهد لثلاثة ايام وفي كل مرة اضع (الشوكة) وانسى (رفع الحواجب ) و في المرة القادمة (ارفع حواجبي ) وانسى (الشوكة في يدي ) و في اليوم الرابع هجرت التمثيل كما هجرت الكلية الحربية (بلا حصين بلا لواري ) واتجهت الى الكتابة . 
       تذكرت هذه القصة بعد ان تقدمت بمقترح برنامج (ورد و اصيص) للاستاذة فتحية ابراهيم - مدير ادارة البرامج بالاذاعة الرياضية آنذاك - بعد انتهاء دورة برنامجي الاول ( المرفأ الوريف) . المهم اجيز البرنامج الذي كانت فكرته تقوم على استضافة ثلاثة ضيوف اصحاب تخصص واحد يتحدثون عن تخصصهم وينوروا المستمعين عن خبايا التخصص . اقترحت (كباتن طيران ) كاول ضيفين لي - لانني مثل الكثيرين مصاب بفوبيا الطيران- اتصلت على الخطوط ........ اعطتني كابتن . ذهبت اليه في الموعد المحدد . جلسنا . حدثته عن الفكرة . فتح اللاب توب وبدأ يستعرض في كابينة القيادة . 
الكابتن : ده مقود الاقلاع . واضح . 
قلت : واضح . 
الكابتن : دى بنحرك بيها الذيل الخلفي . واضح . 
قلت : واضح . 
الكابتن : دى مؤشرات الوقود والارصاد . واضح . 
قلت واضح . 
الكابتن : دي بنقيس بيها الاحوال الجوية من رياح وخلافه . واضح . 
قلت : واضح . 
الكابتن : دي بنزل بيها الريش بتاعة الجناح للهبوط . واضح . 
قلت : واضح .  
ثم اضاف : ودي كلها اسمها كابينة القيادة . فتذكرت السباعي والحصان . 
شكرته وخرجت ثم اتصلت على الخطوط وشكرتهم وقلت لهم ان الكابتن قد يكون شاطر في قيادة الطائرة ولكنه لن يفيد المستمعين في شيء وحمدت الله على نعمة التدريس وعلى انني اعمل معلماً . المهم استعنت بالكابتن زيادة ادريس والكابتن محمد محمود بشير وقدموا لي حلقة تحفة اعتز بها جداً . 
      وكل هذا من اجل مرضى فوبيا الطيران - وانا واحد منهم - فعلى الرغم من انني سافرت 12 رحلة جوية في الخمس سنين الماضية الا انني حتى الآن اهاب ركوب الطائرات . غداً نكمل  باذن الله وفضله وتوفيقه . 
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق