التعليم العالي الى اين (1-4) ؟؟؟


 إن ( ثورة التعليم العالي ) التي أطلقها عراب الانقاذ ابراهيم احمد عمر لم تكن الا ( ثورة لتدمير التعليم العالي ) .
      بجانب عملي كإعلامي ، اعشق مهنة التدريس و طيلة الستة عشر عاماً الماضية كنت امارس مهنة التدريس بدءاً من الاساس مروراً بالثانوي و انتهاءً بالجامعة. و بالتالي حصيلتي المعرفية فى هذا المجال كبيرة جدا أتكئ عليها اليوم لأكتب ( التعليم العالي الى اين 1-4 ) ؟؟؟ .
     قرار انشاء 28 جامعة في عامين فى تسعينيات القرن الماضى ( الآن العدد فاق ال 50 جامعة) هو ما قاد السودان الى ما نحن فيه اليوم من تدني مريع فى كافة مجالات التعليم .
     معروف ان الدراسة الجامعية مبنية على البحث من مكتبات الى معامل الى عملي كل حسب مجاله وان المحاضر يقدم خطوط عن محاضرته ثثم يوجه الطلاب للاستزادة عن الموضوع المعين من المكتبة و ذلك بكتابة اسماء مراجع او توجيه الطلاب الى مكتبة معينة او ما شابه ذلك  و بهذا تتفتح اذهان و عقول الطلاب منخلال اطلاعهم على عدد كبير من المراجع فى المادة الواحدة .
       بعد ثورة ابراهيم احمد عمر ( التي لم تراع الميزانية المخصصة للتعليم العالي والبحث العلمي ) عجزت الدولة عن توفير مستلزمات هذه الثورة من مراجع ومكتبات ومعامل فماذا كان الحل ؟؟؟ الحل كان عبقرياً كما الفكرة . ان يقوم المحاضر بطباعة منهجه الدراسى فى وريقات ثم يقوم ببيعه للطلاب ( ويا بخت من نفع و استنفع ) لتتحول الجامعة من منارة للبحث العلمى والاكاديمي الى ( مدرسة اساس 9 يسلم فيها الطلاب مذكرة بواقع (25-45 صفحة ) للمادة هي قوام المنهج . و بعض مناهج المواد النظرية ارى ان كتاب الصف الثامن اساس اقيم منها .
   انتقل الى المحور الثاني ( من سيقوم بالتدريس في هذه الجامعات ) ؟؟؟ الذهنية الانقاذية ( المنكفية على الذات ) اوعزت لعرابيها ان يقوموا بترفيع منسوبيهم حتى يمسكوا بتلابيب هذه الجامعات فعقدوا ( جلسات لترقيع الشهادة السودانية للراسبين من منسوبيهم ) فى قاعة الزبير محمد صالح . ورفعوا بقية منسوبيهم فتحول الهندي عز الدين من ( محصل محلية ) – بحسب افادات ضياء الدين بلال – الى ( الى رئيس تحرير اكبر صحيفة في البلد ) قافزاً فوق كل القوانين و فوق جماجم المهنين اصحاب اللا واسطة و فوق رأس علي شمو و مجلس صحافته الموقر وتحول ازهري التيجانى من ( مشرف داخلية على عبد الفتاح ) الى دكتور ازهري التيجانى وزيرا للارشاد والاوقاف .
   ثم تواصل السقوط المذل لتعليمنا العام والعالي ليقوم (خبراء السلطان) بدمج المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ليصبح تعليمنا العام ( 11عاماً) مخالفاً لكل قوانين العالم التي تشترط ان يكمل الطالب (12 عاماً  ) فى التعليم العام اياً كان تقسيم السلم ثم يدخل الجامعة . فهنالك نظام 4-4-4 و نظام 6-3-3 ونظام 9-3. لتصبح الشهادة السودانية غير معترف بها بعد ان كانت الاولى فى الوطن العربي .
    ونتاج لكل هذه السياسات المعيبة اصدر مجلس التعاون الخليجي فى العام 2008م قراراً يعترف فيه بسبع جامعات سودانية فقط فى اشارة واضحة لتدهور التعليم العالي فى السودان
    وآخر سقطة و ضربة للتعليم العالي السوداني كانت فى اعادة اكثر من 30 طبيب و طبيبة الى السودان بعد ان تعاقدوا مع دولة الامارات العربية المتحدة والسبب فشلهم فى اجتياز امتحان وزارة الصحة الاماراتية . 
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

4 التعليقات:

  1. شكرا لهذا الطرح الراقى الذى اصاب كبد الحقيقة فالى اين نحن ذاهبون ياترى بهذا التدنى الذى اصبح واضحا كالشمس حين بذوقها لايختلف فى ذلك اثنان
    اللهم فرج كربنا ويسر امرنا ياعالم بالخفايا يارب
    فقد ضاع كل النشئ من ابنائنا وبناتنا واصبحوا حائرين فى امرهم

    ردحذف
  2. كنت قد كتبت في هذا الموضوع قبل عدة اشهر
    يسلم قلمك يا استاذ
    http://hani4ever.blogspot.com/2012/03/blog-post_28.html

    ردحذف
    الردود
    1. اشكرك استاذ هاني واسف على تاخر الرد - الموضوع يحتاج تكاتف الجميع

      حذف