السودان الى اين ؟؟؟ 1-5

   عقب التوقيع على اتفاقية نيفاشا ( على يد عرابيه ) بدأ حزب المؤتمر الوطني يلف الحبل حول عنقه بقوة واحكام شديدين لما حملته هذه الاتفاقية من بنود و نصوص نتائجها الكارثية كانت واضحة وضوح الشمس . 
     كان من المفترض ان يضع عرابو الانقاذ نسبة 1% ان يختار الجنوبيون خيار الانفصال ولكن عميت البصيرة وانفصل الجنوب فى وصمة عار ستلازم النظام الحالى تحكى عبر صفحات كتب التاريخ على مر الازمان . 
     نعم انفصل الجنوب وذهب 75% من بترول السودان حقاً اصيلاً للجنوبيين - وفقاً لبنود الاتفاق - . هذه النسبة  ( 75% ) تمثل عضم ميزانية السودان حيث لا صناعة ولا زراعة فى بلد المليون ميل والنيل العظيم . 
      500 الف برميل كانت تضخ يومياً وتدر على الخزينة العامة الشىء الذى ادى الى ثبات قيمة الجنيه لفترة طويلة امتدت قرابة الاربعة اعوام . وبعد الانفصال تبقى لشمال السودان حوالى 125 الف برميل تكفى - بالكاد - احتياجات الدولة الداخلية لتصبح ( خانة الصادرات لجمهورية السودان = صفر ) الشىء الذى ادى الى ارتفاع معدلات التضخم وانهيار تدريجى فى الاقتصاد وتضعضع لقيمة الجنيه امام العملات الاخرى الشىء الذى انعكس على معاش محمد احمد . 
    خبراء الاقتصاد - وبعد الانفصال مباشرةً - حذروا الحكومة واكدوا ان لهذه الازمة حلين لا ثالث لهما : 
الاول : ايجاد صادر بديل وسريع جدا وهذا بالتاكيد امر مستحيل بين يوم وليلة رغم وعود نافع وصابر وعلى محمود . 
الثانى : ان يقوم بنك النقد الدولي بمنح السودان ( قروض ) تغطي العجز فى البنك المركزي كما فعل مع اليونان و اسبانيا .  وهذا الحل تقف عقبة امامه العقوبات الاميريكية المفروضة على السودان . 
      الحركة الموجودة الآن فى الشارع ليست بسبب الغلاء وانما الغلاء كان القشة التي ستقصم ظهر البعير . فهنالك مصادرة الحريات ، اعتقال الصحافيين ، الفساد المالي و الاداري ، الخطاب الاعلامي غير المنضبط للدولة تجاه القضايا المحلية والاقليمية والدولية ، تململ كبير فى اوساط القوات النظامية جراء سياسة التمييز وتردي فى مستويات الصحة والتعليم والخدمات عموماً . 
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق