زمالة الكنبة


                         حكى لى محمد احمد – الذى يحترف مهنة التدريس – عن أيام الزمان فقال : ( الأيام مهما تكن جميلة تبقى كالنوافذ المفتوحة لابد أن تغلق يوماً ما و لابد أن تسدل عليها ستائر النسيان ) .
                      عناق حار – يحتشد هذه الايام فى مدارس الأساس و الثانوى – و التلاميذ و التلميذات يودعون بعضهم البعض بعد إنتهاء مرحلة و الإستعداد لبداية مرحلة جديدة . هذه الأيام هى أيام إجترار الذكريات . ذكريات زمالة إمتدت لسنوات ف(زمالة الكنبة ) هى الأبقى و الأوقع فى النفوس . هذه حقيقة أكدتها صفحات التأريخ .
                  و محمد احمد ذاك من قبيلة المعلمين يقف نهاراً يعلم أبناء المسلمين الحق و الخير و الجمال و مساءً يذكر الله ، يصل الأرحام و ينشر المحبة وسط مجتمعه  شأنه فى ذلك شأن كل أهل قبيلته – قبيلة المعلمين – التى تقف منسية ، غير مذكورة و هى تخرج الأجيال تلو الأجيال . تخرج الأطباء ، المهندسين و المتخصصين فى شتى المجالات و هى كما هى ( محلك سر ) أو قل ( إلى الخلف سر ) . ولكن الثبات على ( الرسالة ) و الثبات على ( المبدأ) هما السلوى و العزاء للمعلمين فهم يعلمون هذه المعادلة جيداً و يغمغمون بها  بينهم وبين انفسهم ( نحن فى الدنيا إلى الخلف سر ، إذن نحن فى الآخرة إلى الأمام سر ) بإذنه تعالى .
            
          دعونى استعير ابيات سويد بن أبى كاهل اليشكرى التى اختطها مدحاً لقومه لأهديها لكل  من أمسك طباشيرة ليرسم بها حرفا :

           أناس ليس من أخلاقهم *** عاجل الفحش و لا سوء الجزع
          و إذا هبت شمالاً أطعموا *** فى قدور مشبعات لم تجع
          و جفان كالجوابى ملئت *** من سمينات الذرى فيها ترع
          لا يخاف الغدر من جاورهم *** أبدا منهم و لايخشى الطبع
          حسنو الأوجه بيض سادة *** و مراجيح إذا جد الفزع
         و مساميح بما ضن به *** حاسروا الأنفس عن سوء الطمع
         صالحو أكفائهم خلانهم *** سراة الأصل و الناس شيع
         فبنهم ينكى عدو وبهم *** يرأب الشعب إذا الشعب إنصدع
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق